قبل عام قام ابن زايد بتكريم طلبة من أوائل خريجي الثانوية. اقتربت منه فتاة كانت الأولى على دفعتها، اعتقدت أنها ستطلب من ابن زايد منحة دراسية تليق بدرجاتها.
لكنها قالت له: وين تبغاني، عسكري مدني، أو أحرق اليمن؟
ليس في كلامها شيء يدعو للدهشة. الدهشة أن هؤلاء صفقوا لها بحرارة وهم يتخيلونها تحرق اليمن كأنها تنين خارق يحرق دولة، عمرها ثلاثة عشر ألف سنة، بنفخة واحدة من فمه الناري.
أيتها الصغيرة: تحتاجين ولاّعة أسطورية، كتلك الولاعة اليمنية التي أحرقت مدرعاتكم ودباباتكم الهشة.
تحتاجين زناداً أفتكَ وأصدق، وزنداً يمنياً كذلك الزند الذي أطلق صاروخ توشكا على ضباطكم، وجعل الإمارات تنكِّس أعلامها حداداً على قتلاها الذين نفقوا بضربة واحدة في صافر. وكانت لأول مرة في التاريخ يُقتل مائتا إماراتي في لحظة واحدة. وهذه ستكون واحدة من الحكايات التي سيتناقلها أحفادكم، لأنكم دون حكايات.
تريد أن تحرق اليمن، وكأنها دولة طارئة من الزجاج، ربما لأنها صدقت أوهام الحضارة التي تقول إن عمر الإمارات آلاف السنين، مع أنها إلى عام 1970م كانت تسمى «ساحل عُمان».
ابتسم ابن زايد حين تحدثت الفتاة بهذا الكلام، كأنه تخيل اليمن قد تحولت في الخريطة إلى رماد.
ابتسم، كأنها فكرةٌ لمعت في ذهنه.. لأن هذه الفتاة حققت له في ذهنه حلماً مستحيلاً لم يستطع تحقيقه بكل صواريخه وبارجاته ومرتزقته وأمواله وتحالفاته.
ابتسم ابن زايد لأنها غذَّت الوهم بداخله، ونفخت بداخله كبرياءه البالوني، وهو يعرف أن دبوساً صغيراً يستطيع أن يعيده إلى حقيقته، ويُعرِّي عُقد نقصه التي يحاول تغطيتها بالتبجُّح بعدوانه على اليمن.
أصبح ابن زايد موقناً أن الإمارات أسرع اشتعالاً من اليمن، وأن ضربة يمنية واحدة، بأسلحة بسيطة، قد جعلتهم يصرخون ملء الكرة الأرضية، ويناشدون الدول استنكارَ الضربة اليمنية ضد الإمارات. ولم تغنِ عنه منظوماته الدفاعية المتطورة التي عميت عن رؤية الصواريخ والطائرات المسيرة التي وصلت بأمان الله ورعايته وحققت أهدافها الباهظة بأقل تكلفة.
لليمن أهداف جديدة في دبي وأبوظبي، أما الإمارات فكل أهدافها في اليمن مستهلكة ومقصوفة عشرات المرات.
والمثل اليمني يقول: لا تراجم وبيتك من زجاج.
* نقلا عن : لا ميديا