لطالما هفا الفؤاد لصوت أمواج بحرك.. و سماع الطيور تغني عند ضفافه...اشتاقت عيناي لرؤية بحرك يحتضن الشمس فتسطع آيات الجمال للناظرين...
لطالما اشتاق صدري لعبير نسائم سواحلك الندية... و اشتاقت يداي لعناق حبات ثرى سواحلكِ الذهبية الناعمة...
ما لي أرى الحزن يطوق سماءك و يكسو الحزن ملامح وجهك...و كأني أسمع آهات الألم و غصات الوجع و صوت أنينك المكتوم يدمي قلبي... و أرى يديك المرتعشة تشكي لي و تنادي بالخلاص... أغراب نهشوا جسدكِ و أوسعوكِ طعناً و أهلكِ من حددوا سكاكينهم و قربوكِ نحو مذبحهم و أطبقوا شفاكِ الشاهقة بالوجع..
معشوقتي عدن... جرحك الغائر فينا يؤلمنا و آهاتكِ الحرى تكوينا... لا لن نتركك...لن ننساك... و سنعيدكِ... سنطبب جراحكِ... و سنثأر ممن آلمكِ و بأيدينا ننقش خلاصك و نحرركِ من آلامكِ.. و ذاك الغريب فيك سيطرد بلا رجعه..
ستعودين إلى أحضانِ عشاقك الأوفياء و ستزول الظلمة من عيون أهلكِ حتماً و سيهبون لنجدتك سينظفون العفن الطافح و يكنسون الأوساخ المتراكمة و ستعودين وردة تزين القلوب و تعطر المهج و ستبقين الملكة المتربعة على عرش القلوب المتوجة بالسحر...المشعة بالجمال...
و ستظلين أنتِ تلك الحرة التي لا ترضخ لجدران سجن و لا تركع لسياط سجان.. ستحطمين الأصفاد و سيسمع الكون صرخات فرح التحرر و سيرقص الكون مبتهجاً في عرس الانتصار ...القريب... القريب...