لأكثر من عامين عرفتني فيها و خبرت فيها بأسي... عرفتني قدرا يسوق الحتوف إليك ... خبرت جلدي و ذقت حر تنكيلي ...
سقت قطعانك نحو حماي فكانت الأخيرة محرقة لهم ما زالت تصليهم النيران حتى الساعة و التي وصلت ألسنة نيرانها حتى أراضينا التي سلبتها منها تآمرا و مكراً ...
موت زوؤام لحق بمن سولت له نفسه المساس بكرامة شعب أبي شعب خرج صغيره قبل كبيره مدافعا و ذائدا عن حماه ...
هناك في ساحات الوغى رأيت النيران التي أشعلها المقاتل اليمني حافي القدمين بقداحة و قليل من قطع كرتونية تلتهم مدرعاتك و رأيت أيها العدوان السعودي الأمريكي المقيت جنودك الذين جلبتهم بمال نفطك يتساقطون صرعى تحت نعال الحماة الأباة .....
لم تغن عنهم ترساناتهم التي اختبأوا خلفها و التي استحالت رمادا على يد من يمتلك إيمانا و إرادة عظيمة لا تنثني هزمت أقوى الأسلحة تطورا و فتكا في العالم.... جربتم كل الجرائم في حقنا... أمطرتم رؤوس أطفالنا و نسائنا بالصواريخ قتلتم الآلاف و جرحتم الآلاف الذين لحقهم شبح المنية عندما منعتم عنهم الدواء و أغلقتم المنافذ أمامهم لتحكموا قبضة الموت عليهم... طال حقدكم و وحشيتكم حتى المواليد التي باتت تعاني من التشوهات الخلقية نتيجة ما ترموننا به من قنابل محرمة دوليا....
قاتلتمونا في لقمة عيشنا.... حاصرتمونا في حرب إبادة و تجويع... كل ذلك لتجدوا منا استسلاما و ركوعا.... لكن هيهات.... إن تهمكم و أكاذيبكم التي ألفقتموها بنا زورا و بهتانا باتت مكشوفة للعالم الذي ألجمته أموالكم و أصابته بخرس و عمى عن قصد رغم معرفته أن كل هذه الافتراءات و الإدعاءات ليست سوى ذرائع واهية... و عرفوا بأنكم يا أعداء الإنسانية مسوخ لا هم لكم سوى إرضاء أسيادكم و عرفوا حججكم الكاذبة التي تخفي طمعا مقيتا في سلبنا أرضنا و سرقة ثرواتنا و استعبادنا ....
تهافت الطامعون من كل حدب و صوب ليتقاسموا الكعكة لكن ما الذي وجدوه فعلا... هل كان الأمر سهلا و بالبساطة التي توقعوها أم وجدوا أمامهم سدا منيعا و حصنا عاليا لم يتمكنوا من اختراقه و تفاجئوا ببأس يماني و صمود لا يقهر....
فلا يمكن لأحد أو لأي قوة في الكون أن تسلب اليمني حقه و تستولي على أرضه... و ها هي الشواهد و الحقائق واضحة كعين الشمس فمن تجرأوا على المساس بك يجنون الهزائم و الويلات و
يعضون أنامل الندم و الحسرة منذ بداية اعتدائهم علينا...
ستدوم اليمن حرة أبية لأبنائها الأوفياء المخلصين و يبقى الخزي و الهلاك و العار دوما على المعتدين.