تزدادُ وتيرةُ التصعيد العدائي الذي يشُنُّه تحالفُ العدوان السعوديّ الأمريكي على شعبنا، وفي مختلفِ الجوانب وعلى رأسِها العسكري والاقتصادي، وَتزدادُ المعاناةُ الشعبيّة المتفاقمة تصاعُدًا، وبالإضافة إلى الظروفِ الاقتصادية الصعبة والمتراكمة منذ سبع سنوات نتيجة انقطاعِ المرتبات وتدمير المنشآت والمصالح الحكومية والخَاصَّة وشُحَّةِ فرص العمل في ظل الاستهداف الممنهج لكل القطاعات التي توفر لقمة العيش للمواطن، ناهيك عن ارتفاع أسعار السلع الأَسَاسية مع انعدام القوة الشرائية لدى السواد الأعظم من الشعب.
ورغم كُـلّ ما سبق من واقع كارثي صنعه تحالُفُ العدوان وسعى إليه من خلال خطواتٍ تراتبيةٍ ممنهجةٍ إلَّا أن النتائجَ التي أرادها هذا التحالفُ من كُـلّ ذلك لم تؤتِ أُكُلُها في تحقيق أي انتصار، أَو تُحدِثْ أي اختراق في نسيج الجبهة الوطنية، بل على العكس مما أرادوا، كانت ردة الفعل الشعبيّة مع تنامي الوعي الشعبي المزيدَ من الممانعة وَالصمود والرفد للجبهات العسكرية.
وفي ظل استمرار مساعي هذا التحالف العدائي على كسر الإرادَة الشعبيّة وَمعاقبتها على اصطفافها في وجه مخطّطاتها ومشاريعها، تصاعدت حربُه الاقتصادية مستهدِفة ما بقي من مساحات ضيقة للحياة، من خلال قطع وصول المشتقات النفطية ومحاولةِ شَلِّ الحركة التجارية والتنقلات وتعطيل كُـلّ المرافق الصحية والخدمية بعد أن عزل اليمنَ الحُرَّ عن الخارج بإغلاق الموانئ والمطارات.
وهو ما حتَّمَ على الشعب الخروجَ إلى مختلف الساحات رفضًا لاستمرار سياسة الحصار والتجويع وتوجيهًا لأصابع الاتّهام نحو القاتل الحقيقي الذي يقفُ وراء كُـلّ ما يجري من عدوان وحصار، وَتفويضًا مطلقًا للمؤسّسة العسكرية ودفعًا لها لاتِّخاذ كُـلّ الخيارات المتاحة والممكنة لكسر هذا الحصار وَالرد على هذا التصعيد، إيمَاناً بأن القوةَ هي الردعُ الوحيد لمجرم تجرد من إنسانيته وَتمادى في وحشيته في ظل منظومة أممية حاكمة تنصلت من مسؤولياتها.
وما عمليةُ كسر الحصار الأولى التي دشّـنتها القواتُ المسلحة إلَّا استجابةً لهذا الضغط الشعبي وَايذانًا لما بعدها من عمليات في حال استمر هذا التصعيد، وَأصر المعتدون على مجاراةِ الإرادَة الشعبيّة، وحتمًا لن تكونَ العواقبُ عليهم محمودةً، فالشعوبُ قضاءُ الله وإرادتُها تُعلَى على كُـلّ المؤامرات، فما بالهم بشعبٍ يماني عصيِّ زاده الإيمَانُ بالله استعصاءً وصبرًا.