تثبت صنعاء أنها عاصمة الحل والعقد والحرب والسلام؛ تستقبل وفداً عمانياً برفقة الوفد الوطني، في خطوة لا تدع مجالاً للشك في محوريتها ومركزيتها في أي هدنة مؤقتة أو اتفاقٍ معجل أو مؤجل أو أي خطة سلام مقترحة أو موقعٍ عليها.
المعلن هو أن زيارة الوفد العماني إلى صنعاء تأتي في إطار متابعة تنفيذ الهدنة والنقاش مع رئيس المجلس السياسي الأعلى بشأنها وبخصوص ما تقدمه صنعاء من تحذيرات بشأن فشل الهدنة بعرقلة تنفيذ بنودها من قبل تحالف العدوان.
طبعاً، الجهود العمانية والتفاعل الوطني من صنعاء مع جهود السلام تأتي بالتزامن مع تصعيد إعلامي وسياسي يتولى كبره قيادات المرتزقة وقوادوهم، فضلاً على استمرار التصعيد العسكري بالخروقات والقرصنة على سفن الوقود واعتراف الطرف العدواني بتقسيط إدخال السفن وتقسيط الرحلات من وإلى مطار صنعاء.
يقول موقع (Intelligence Online) الفرنسي إن تشكيل السعودية والإمارات مجلس رئاسة المرتزقة الجديد جاء من أجل تنفيذ مهمة إعادة بناء جيش موالٍ.
وبحسب تقرير للموقع الاستخباراتي الفرنسي فإن المبادرة بتشكيل المجلس جاءت في ظل الهدنة الهشة في اليمن، المفروضة منذ بداية شهر رمضان الكريم؛ لكن في الوقت نفسه يجب الحفاظ على التوازن بين الداعمين الأجنبيين الكبيرين في المعسكر المناهض لصنعاء: السعودية والإمارات.
بالإضافة إلى ذلك -يضيف الموقع الفرنسي- صار رشاد العليمي مفضلاً لدى ابن سلمان؛ بسبب قربه من السفير السعودي ومهندس هذا المجلس، محمد آل جابر.
ومع ذلك، سيشهد هذا المجلس الرئاسي، الذي يرأسه موالٍ للسعودية، مشاركة مواقعه الأخرى بين مختلف فصائل معسكر الموالين اليمنيين.
ومع جمع (أدوات) الرياض وأبوظبي معاً على النحو الذي يتضمن (بيادق) عسكرية ومناطقية سيتعين على هؤلاء التعاون مع رئيس أركان جيش المرتزقة صغير بن عزيز، الذي هو نفسه يدرك الصعوبات التي يعانيها جيشه، الذي باعترافه لا يُعرَف قوامه الحقيقي في مواجهة أنصار الله.
يأتي ما ذكره الـ«إنتليجنس أون لاين» مع تحريك أدوات العدوان الأخرى من «داعش» و«القاعدة» في المحافظات المحتلة، في مؤشر إلى إفلاس الرياض وأبوظبي ومن خلفهما واشنطن ولندن بشأن الملف اليمني، وهو الملف الذي -كما تتحدث المصادر- كان هو الملف الرئيسي على طاولة بغداد، التي اجتمع حولها الإيرانيون والسعوديون قبل يومين.
في المحصلة، وبرغم كل بهارج المسرحية الخليجية الدولية في عدن، وما تزامن معها ولحقها من إسكتشات مضحكة، فإن الثابت أن ما يجري داخل مثلث (مسقط - بغداد - صنعاء) هو الحقيقة الوحيدة، الحقيقة التي تقبض عليها صنعاء بيديها في لحظة زمنية فارقة ستؤرخ لليمن عقودها القادمة.
* نقلا عن : لا ميديا