بعكس اليوم.. كنا رغم الظروفِ الصعبة نستقبلُ المعاناةَ والتضحيةَ في سبيل الله بصدورٍ رحبةٍ ونفوسٍ مستبشرة وقلوب مطمئنة.
لم تكن كلمةُ إمْكَانيات موجودة لانعدامها أصلاً، كنا نعملُ بالحاصل واليسير، وكان يباركُها الله، ويجعلُ فيها عظيمَ الأثر.
كنا نتسابق على الشهادة في سبيل الله لا على الشهادات الجامعية العليا.
كان كُـلُّ فرد قائداً في استشعاره للمسؤولية، وكل قائد فرداً في تضحيته وتفانيه واستبساله.
كانت تمُرُّ سيارةُ المجاهدين فيلحقها بعضُ المواطنين ويرجم مبلغاً من المال إنفاق في سبيل الله، ويطلب منهم الدعاء.
وكانوا أهلاً لذلك لعظيم أخلاقهم وجميل صفاتهم وجليل عطائهم.
كان يُستشفى ببركتهم من الأمراض ويُستنزل بهم الغيث ويُستدفع الضر والبلاء.
واليوم.. لو عُدنا إلى تلك التربية والقيم والمبادئ العظيمة لاستعدنا تلك الروحياتُ ولتغيذَر الكثيرُ الكثير في واقعنا وحاضرنا ومستقبلنا.
نسأل الله التوفيق.