هذه الحرب الدموية التي نواجهها منذ سبع سنوات فرزت الناس بشكل عجيب، وأسقطت الأقنعة عن كل الوجوه المخادعة، رأينا الشرفاء والكرماء والأحرار، وفي المقابل رأينا الحقراء والجبناء والخونة، وهذه حقيقة معروفة.
وكلما تتابعت الأحداث في اليمن اشتد تنافس كبار المرتزقة على بيع وطنهم وشعبهم لأسيادهم، وبأسعار بخسة تعبر عن مدى هوانهم وذلهم.. ربما فيلا في الخارج أو غرفة فندقية أو أبخس من ذلك.
وهكذا أصبحنا نعرف المنحط، ونعرف الأكثر انحطاطاً، ونعرف الدنيء والأكثر دناءة.. إلخ.
أقذر هؤلاء بلا منافس هو من يدعو أبناء شعبه للاقتتال بينما يتعربد هو وعائلته في دول الخارج.
أعتقد أن أغلبنا يعرف البرلماني الخونجي الخائن “شوقي القاضي”.
هذا المرتزق هرب للعيش مع عائلته في إسطنبول تحت رغد العيش، وأرسل ابنه “أمجد” إلى الهند ليغتصب طالبتين صينيتين ويغرق في العهر والفجور، ثم يأتي للحديث عن أنه لا فك لما يسمونه “حصار تعز من الحوثيين” إلا بالسلاح بلا خجل ومن فلل وشقق الخارج يدعو إلى استمرارية نزيف دماء أبناء تعز، بينما يفترض به أن يسد فمه بأي شيء ويعيد تربية ابنه من جديد.
للعلم فقط أخبركم بأن “شوقي القاضي” كان خطيب مسجد في السابق على مدى 22 عاماً، ولا عجب من أن كل خطبه كانت عبارة عن تكفير وتحريض وإشعال للفتن.
رجل دين يعتلي منبر المسجد ليدعي بأن أعداء حزب الإصلاح (الخونج) هم من أحفاد قوم لوط، ويحلف الأيمان بأنه رأى في منامه الحور العين تعانقن مقاتلي حزب الخونج.
هذا مجرد نموذج للعقليات المتعفنة التي يصنعها حزب التأسلم، والتي تدعو إلى إراقة مزيد من الدماء في تعز.
الحال لا يختلف عند المرتزق “حمود المخلافي”، الذي لم يعرف عنه سوى الإجرام والبلطجة والنهب، حيث فر هارباً بعد نهبه ملايين الريالات السعودية لفتح المطاعم والمشاريع في تركيا.
ومن إسطنبول يطلب استمرار سفك الدماء في تعز تحت مبرر “فك الحصار”.
أولئك الحمقى يظنون الناس حميراً.. فالجميع يعلم أن الوفد الوطني العسكري قدم في مفاوضات عمَّان كل التنازلات والمبادرات لفتح الطرق في تعز والتخفيف من معاناة المواطنين، لكن تلك المبادرات قوبلت بالرفض والتعنت من قبل مرتزقة العدوان، وباعتراف “المخلافي” بنفسه عبر تغريدة نشرها في تويتر.
اليوم أصبحت الحقيقة واضحة ولا يمكن إنكارها.. أولئك الخونة الذين يقيمون في تركيا لا هَمَّ لديهم سوى المتاجرة بدماء أبناء جلدتهم، وهم من يصنع معاناة أبناء تعز ويقف وراء إغلاق الطرقات حتى اللحظة.
لو كانت لديهم ذرة من الاكتراث بحياة المواطنين لقبلوا مبادرات الوفد الوطني؛ بدلاً من نفخ نار الفتنة والدعوة إلى مزيد من الاقتتال.
إنهم مجرد مسوخ قبيحة يرتفع نباحها كلما اقترب حل يحقن الدماء.
* نقلا عن : لا ميديا