لا يبالغ في التفاخر إلا شخص يعاني من عقدة نقص كبيرة، فتراه يحاول إخفاء شعوره بكل الأساليب والوسائل المتاحة، وفي مقدمتها الكذب والتزييف طبعاً.
من يصدع رأسك ويتفاخر بأنه صاحب التاريخ العريق وحفيد الأجداد العظماء فاعلم تلقائياً أنه بلا أصل، وكن على يقين من هذا.
أوضح مثال ليفهم القارئ قصدي هي دويلة الإمارات المستجدة، والتي يعاني أمراؤها وشعبها من عقدة نقص مزمنة، وشعور قاتل باللا هوية.
طوال حياتي رأيت العجائب والغرائب، وصادفت أناساً يعانون من عقدة النقص بأشكالها وألوانها، لكن كتلك التي تسيطر على الإماراتيين والله ما رأيت قط.
سكان العالم اليوم أصبحوا أكثر من سبعة مليارات نسمة، وكلهم يعلمون ويتفقون على أن الإمارات دولة ناشئة تم تأسيسها عام 1971م، وليس لها أي تاريخ يذكر لكنني أتحدى هؤلاء “السبعة مليارات” مجتمعين أن يقنعوا أي إماراتي بهذه الحقيقة.
المعتوه “محمد بن زايد” مصمم على أنهم أصحاب حضارة تمتد إلى آلاف السنين، ويشرف بنفسه على حملات إعلامية تروج لتاريخهم المزيف وغير الموجود أصلاً.
وقد وصل بهم الحال إلى التنقيب والبحث في صحاراهم القاحلة ظناً منهم أنهم سيجدون كنزاً أو أي شيء قديم، لكي يستخدموه في حملاتهم الإعلامية.
وعندما لم يجدوا في الصحراء شيئاً، ذهبوا لسرقة تاريخ الآخرين بكل وقاحة وأمام مرأى ومسمع العالم.
الكثير يعلمون أن الإمارات قامت بسرقة “لحن يمني تراثي” وحولته إلى أغنية وطنية لها، فالموضوع معروف ويمكن لأي شخص البحث على “يوتيوب” ليشاهد هذه المهزلة بعينيه.
لم يكتف أولئك الناقصون بسرقة لحن يمني، فجلبوا سفنهم إلى جزيرة سقطرى اليمنية لسرقة أشجار دم الأخوين، في منظر مثير للشفقة..!
والكارثة الكبرى أنهم بينما يسرقون الأشجار من سقطرى، ظهر مسؤول إماراتي وهو يقول بأن جزيرة سقطرى إماراتية منذ القدم..!
هذه التصرفات والتصريحات الحمقاء لن تصنع لهم أي تاريخ، ولن تمنحهم الهوية التي يبحثون عنها، وإنما ستجعلهم أضحوكة للعالم أجمع.
ومع كل حماقة وسرقة لتاريخ الآخرين، يزداد عدد الناس الذين يعلمون أن الإمارات بلا أصل وبلا تاريخ.
مثلاً هذه الفضائح جعلت حتى أبسط الناس يبحثون ويعرفون أن دويلة الإمارات عمرها 51 عاماً، وقبل ذلك كانت منطقة غير آهلة تسمى صحراء عُمان أو صحراء القراصنة.
عموماً.. السبيل الوحيد لكي تعيش بهدوء وسلام وطمأنينة، هو أن تتقبل نفسك كما هي.
هذه حقيقة لو اقتنع بها الإماراتيون لكان خيراً لهم، إلا أن إقناعهم مهمة مستحيلة.
فواللهِ لو كان الأمر بيدهم لسرقوا دار الحجر، وصنعاء القديمة، وعرش بلقيس، وسد مأرب، وكل ما له علاقة بحضارتنا وتاريخنا.
* نقلا عن : لا ميديا