لقد كانت أول الضحايا في مسلسل دموي شرس، راح ضحيته مئات من علماء الذرة من العالم الثالث، وعلى رأسها الهند وباكستان وجنوب أفريقيا ومصر، والغريب أن 92% من هؤلاء الضحايا تلقوا عروضا للعمل في دول متقدمة في مجال البحث العلمي، ولكنهم رفضوا لدوافع وطنية، فكان الموت اغتيالا هو مصيرهم، بلا شفقة أو رحمة.
وُلدت سميرة موسى علي أبو سويلم عام 1917 في محافظة الغربية بدلتا مصر.
التحقت عام 1935 بكلية “العلوم” جامعة “فؤاد الأول» وعُينت في هيئة التدريس بالكلية لتحصل على درجة الماجستير في موضوع “التواصل الحراري للغازات”.
في جامعة لندن درست الإشعاع النووي، وخلال عام ونصف حصلت على درجة الدكتوراه في تأثير الأشعة على المواد، وتوقع تقرير أكاديمي أرسل الى جامعة القاهرة أن “تجارب سميرة موسى قد تغير وجه الإنسانية لو أنها وجدت المعونة المالية والعلمية الكافية”.
لفت انتباهها اهتمام «إسرائيل» المبكر بامتلاك أسلحة الدمار الشامل، ودعت مرارا إلى ضرورة مجاراة هذا “المد العلمي المتنامي” فقامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان قيام دولة «إسرائيل» عام 1948. وحثت الحكومات على أن تفرد للعلم المكان الأول، وأن تهتم بترقية الصناعات والتعاون العلمي العالي.
نظمت بعد عودتها لمصر مؤتمر “الذرة من أجل السلام”، وشارك فيه عدد كبير من علماء العالم، وكانت أول من فكر في إدخال الفيزياء النووية إلى العلاج الطبي، قائلة: “أمنيتي أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين».
استجابت عام 1952 لدعوة للسفر إلى أمريكا لإجراء بحوث في معامل جامعة «سانت لويس» بولاية ميسوري، وهناك عُرض عليها البقاء الدائم مع منحها الجنسية الأمريكية لكنها رفضت.
وقبل عودتها بأيام دُعيت لزيارة المعامل النووية في ضواحي كاليفورنيا، وعلى طريق وعر فوجئت بسيارة نقل ترتطم بسيارتها بقوة وتلقي بها في واد عميق، وقفز سائق السيارة الهندي الذي جنده جهاز “الموساد”، لاغتيالها واختفى إلى الأبد.