سُئل أحد الحكماء: كيف يكون المرء مؤدباً؟
فقال: بترك الناس وشأنهم، فلا يطالهم منه ضرر أو أذى، مادياً كان أو معنوياً.
طبعاً هذا الحكيم هو أنا أيها السادة، صحيح ليس لدي لحية بيضاء كثيفة، لكنني أعيش في اليمن، وهذا لوحده يؤهلني لأتفوق على حكماء الإغريق وعياً وفلسفة.
المهم.. ليكون المرء مؤدباً يكفي أن يترك الناس وشأنهم، ولو طبق الجميع هذه القاعدة البسيطة لانتهت كل الخلافات والمشاكل وعمَّ السلام أرجاء الأرض.
وبالنظر إلى الأحداث من مختلف الزوايا؛ يتضح أن النظام السعودي قليل أدب بامتياز، ذلك أن مملكة الشر تقف وراء المعاناة أينما وجدت في وطننا العربي، فهي المصدر الأول للتكفيريين والدواعش إلى مختلف الدول، ناهيكم عن عدوانها الدموي على الشعب اليمني.
أي أن المملكة لم تترك أحداً إلا وطاله شرها وأذاها، وبعد قلة الأدب هذه نكتشف أن لديها ما يسمى “جمعية الذوق العام السعودية”..!
أمر مثير للسخرية حقاً، هذه الجمعية وظيفتها تأديب المواطنين عبر فرض غرامات معينة عليهم، والأولى بها أن تبدأ بتأديب النظام والأسرة الحاكمة بكلها.
من آخر القوانين التي أصدرتها الجمعية المذكورة، فرض غرامة مالية (100 ريال) على من يرفع صوته في الأماكن العامة.
لأن رؤوسهم فارغة فقد انكبوا على معاقبة من يرفع صوته، بينما هم يسجنون المرء ويقطعون رأسه إذا حاول التفكير بطريقة صحيحة، ولنا في مظلومية الدكتور حسن فرحان المالكي خير شاهد على الأمر.
طبعاً هناك لائحة بالمخالفات والعقوبات التي حددتها جمعية “الذوق العام” لو قرأها أحدهم لانفجر ضحكاً.
محتوى اللائحة ليس مضحكاً بل إنه منطقي ومعقول جداً، لكن المضحك أن يصدر ذلك من النظام السعودي.
أول مخالفة هي إثارة النعرات العنصرية وغرامتها 500 ريال.
وكأننا لا نعلم أن النظام السعودي أقذر من يثير النعرات العنصرية دينياً وعرقياً واجتماعياً، حتى إنه يبيح لنفسه سفك دماء من يخالف فكره ومعتقداته.
مثلاً في مطلع عام 2016 أعدمت مملكة الشر الشيخ نمر باقر النمر مع 47 شخصاً لمجرد أنهم ليسوا وهابيين.
وفي أبريل 2019 تم إعدام 37 مواطناً سعودياً بتهمة التشيع وحب آل بيت رسول الله.
وآخر جرائمهم إعدام 81 شخصاً من جنسيات مختلفة بينهم يمنيون، وكان معظم هؤلاء الضحايا من الشيعة.
ناهيكم عن كل تلك الجرائم.. إن السعودية تشن علينا أبشع عدوان منذ سبع سنوات، تحت رعاية ألفاظ عنصرية كـ”المجوس” و”الروافض” وغيرها.
أولئك المجرمون هم سادة التطرف والإرهاب والقتل والتدمير والتكفير، وهم أقذر من يمارس العنصرية بكل أشكالها، ويعمل على التحريض وإثارة النعرات ليلاً ونهاراً.
لذلك باختصار شديد.. إن حديث النظام السعودي عن الأدب والذوق العام.. يعتبر قلة أدب بحد ذاته.
* نقلا عن : لا ميديا