كلنا نعلم أن الناس أنواع، فهناك العزيز والذليل، والكريم والدنيء، والشريف والحقير، هذه بديهيات لا خلاف عليها.
لكنني لم أتخيل قط أن المرء يمكن أن يفقد كرامته لهذه الدرجة المرعبة، ويصبح بلا شرف وأنفة وحَمِيَّة بهذا الشكل المفرط، ولا أجد سبباً منطقياً يؤدي إلى ذلك.
كنت أشاهد دويلة الإمارات وهي تفتح أبوابها للكيان الصهيوني وتمضي في التطبيع دون خجل، ويخيل إلي أنهم بهذا قد وصلوا إلى أدنى درجات الانحطاط على الإطلاق.
يا جماعة لم أكن أتوقع أن هناك انحطاطاً أكثر من الجلوس مع الصهاينة على طاولة واحدة، وإقامة العلاقات والاتفاقات معهم، حتى تفاجأت يوم أمس بخبر عجيب.
لقد اكتشفت أن الأكثر انحطاطاً من الجلوس على طاولة التطبيع، هو الوقوف بجانبها وعمل مساج للصهيوني المستلقي عليها.
حقاً إن شر البلية ما يضحك، وبالفعل هذا ما وصل إليه بعض الإماراتيين من ابتذال وامتهان.
قبل يومين انتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر متطوعين إماراتيين ينخرطون في صفوف فرق تسمى “نجمة داوود الحمراء”، وهي فرق تعمل على خدمة جيش الكيان الصهيوني بتقديم العلاج الطبيعي.
تخيلوا أن الجندي الصهيوني يعود مرهقاً بعد أن قتل من قتل من الفلسطينيين وأجرم وسفك الدماء، فيجد شاباً إماراتياً بانتظاره مع زيوت المساج والتدليك.
يعني بدلاً من أن يجد زوجته أو حبيبته أو أياً كانت المعنية بالاهتمام به؛ فإنه يجد متطوعاً إماراتياً قد حلَّ محل زوجته، ليدلك أقدامه العفنة ويفرك ظهره القذر بكل رفق وحنية.
أقسم بالله يا جماعة إنني لم أستطع تخيل شعور ذلك الإماراتي عديم الرجولة..!
إنها كمية مرعبة حقاً من الذل والخزي، والمشكلة أن الأمر “تطوع” وبالمجان.
أما الأكثر كارثية.. أن الصور المتداولة تظهر أن هؤلاء الهينين ليسوا ذكوراً فقط.. بل من الجنسين.
أنا بصراحة لم أعد أدري ما أقول، وليس لدي أي تعليق مناسب حول الموضوع، لكنني من اليوم وصاعداً سأتوقع من الخونة والمطبعين أي شيء، سواء من الإماراتيين أو غيرهم.
فالذل والمهانة والعبودية لها بداية نعم، لكن ليس لها نهاية.
* نقلا عن : لا ميديا