ما الذي أثار موضوع التسليم المطلق في هذا التوقيت تحديدا؟!
لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يكون الموضوع قد أثير بشكل عابر وبحسن نية، لاسيما ولدينا مواضيع يجب أن نعطيها الأولوية في الاهتمام والتداول. من يركز في الأمر سيدرك أن هناك من يدير الإعلام الداخلي بطريقة الإعلام الموجه. وبالتمعن أكثر سنجد أن لمسات الكيان الصهيوني وبريطانيا واضحة. راجعوا «بروتوكولات حكماء صهيون»، وستتضح لكم الصورة أكثر، لأنكم ستجدون أغلب النقاط المذكورة في البروتوكولات تنفذ لدينا داخليا.
والمشكلة أن كل طرف هرع لتفسير التسليم بما يخدم توجهه؛ واحد يقول: التسليم يجب أن يكون مرتبطاً بالعقل والمنطق والقناعة الشخصية، ولا أدري كيف سيكون تسليما للقائد وليس تسليما لذاتك وأنت لا تستجيب إلا لما يتوافق مع قناعتك! وآخر يقول: التسليم هو لحكم المحكمين بعد الخلاف (سار بعيد عن الموضوع).
والمصيبة أن هذه الخلافات في أمر بديهي كهذا ظهرت فيما بين أنصار الأنصار وليس خصومهم.
وإن أردتم الخلاصة، فتسليم الشعب للسيد القائد تلاحظونه في ذروة الحضور والتواجد في الساحات لكل مناسبة يدعو لحضورها، بينما عدم تسليم المسؤولين نلاحظه في التحايل على توجيهات السيد القائد وعدم تنفيذها.
الشعب مُسَلِّم، وأغلب المسؤولين متهاونون كما تهاون «رماة جبل أحد». هذه هي الحقيقة؛ مع ضرورة التفريق بين التسليم ومحاولة إبداء الرأي والمشورة.
* نقلا عن : لا ميديا