فؤاد الجيلاني *
عدوان بربري غاشم يعصف بوطننا، وعالم جبان معدوم الضمير يراقب بصمت، وأمم متحدة تدعي حماية الشعوب تعرب عن قلقها جراء الوضع في اليمن.
هذه هي الصورة التي يتناقلها عنا العالم ويحاول إيصالها لكل الشعوب التي تراقب الحرب المعلنة على اليمن من شاشات القنوات المأجورة والمدفوعة من مخابرات أمريكا وبريطانيا و»إسرائيل» وكل أجهزة الاستخبارات المنضوية تحت لواء الماسونية العالمية التي جعلت اليمن هدفاً استراتيجياً لتحقيق أطماعها الاستعمارية، لموقعها الاستراتيجي الهام أولاً، ولأن اليمن شق عصا الطاعة الدولية وأبى أن يقبل القدم الأمريكية ويهرول نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني ثانياً.
شددوا الحصار، صعدوا الهجوم بالطيران، ارتكبوا كل جرائم الإبادة الجماعية التي سبق وارتكبوها من قبل مع الهنود الحمر وطائفة السود في أمريكا ومع الشعب المسلم في البوسنة والهرسك... ولكن هيهات منا الذلة، فنحن شعب لا يخضع ولا يسجد إلا لله الواحد القهار، ولا ينجر خلف الأهواء والسياسات الدولية التي جعلت أمريكا و»إسرائيل» كما كانت اللات والعزى قبل الإسلام.
ومن خلال هذه الرسومات التي رسمتها أنامل الملائكة الصغيرة، التي كنت أحسبها سترسم لي مصنعاً أو فلاحاً في الحقل أو حتى مدرسة وحديقة ومحل آيسكريم، ولكني وجدتها تعاني ألم ووجع العدوان وويلات الحرب المفروضة على بلدي من قبل أجندة الحرب الصهيو-أمريكية وينفذها أذنابهم المسعورة في «الشرق الأوسط» ووسط الجزيرة العربية (السعودية والإمارات).
وجدت أحلامهم قد وئدت، وعقولهم الصغيرة قد نضجت، ومشاعرهم تألم لوجع وطني المقهور والمطعون من أبنائه المأجورين والمرتزقة من شرعية الدولار.
سلامٌ عليكم أطفالي، فقد استشعرت وجعكم من هذه الرسمات البسيطة، بل الكبيرة المعبرة.
سلامٌ عليكم، فقد قرأت في ريشتكم كم أن وطني اليمن سيصمد في وجه هذا العدوان البربري الغاشم الظالم الجائر ما دمتم تعيشون فيه.
سلامٌ عليكم أشبال الأسد القائد، من تشربتم ثقافة القرآن ووعيتم دروسها، ومن الخراب والدمار الذي تخلفه طائرات العدوان المحلقة لتقتل شعبي وتفني بنية أرضي الخصبة لتحيلها إلى أرض خراب.
من خلال كل ذلك وعيتم وأدركتم أن المسيرة القرآنية هي مسيرة الشعوب الحقة التي تسعى لأن تعيش العزة والكرامة والانتصارات التي تنكس الرايات السود وتسحق قادتها تحت أقدامها.
سلامٌ عليكم أيها القادة الأشبال، يا من بكم سنرفع رؤوسنا ونشمخ آمنين في ظل وطن يحتضنكم ويرعاكم لتحموه وتذودوا عن حياضه غداً وتنصروا رايته لتشمخ أنشودة «رددي أيتها الدنيا نشيدي» تملأ الآفاق، وصرخة «الله أكبر» زلزالا هادرا يهز عروشهم ويزلزل الأرض تحت أقدامهم.سلامٌ لكم حماية البيئة، فأنتم من كشفتم لنا «فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى»، فتية رغم كل الأكاذيب احتفظوا بحب الوطن وآمنوا بحق وطنهم أن يعيش حراً مستقلاً.
مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بالهيئة العامة للمصائد السمكية في البحر الأحمر، رئيس تحرير شبكة «عين الحقيقة» الإخبارية، رئيس تحرير صحيفة «الصياد».