بَحْرُ أيْلُوْلِنا اخْتَلَجْ
وَيْلَ مَنْ في اللّظَى ولَجْ
قَبَسٌ من شِوَاظِنا
للمحيطات قد مَرَجْ
لجّةٌ خَلْفَ غَوْرِها
من وَخِيْمِ الرَّدَى لُجَجْ
شَرَّعت هَوْلَها الذُّرَى
ودَفِيْنُ الرِّمَالِ هَجّْ
جَدَّفَ البأسُ مُبْحِراً
والمَنايـا بكـلِّ فَـجّْ
* * *
من دُجَى ضِيْقِه انْتَضَى
شعبُنا الفَجْرَ والفَرَجْ
أضْرَمُوا النَّارَ فالتظى
وبنيرانِهم نَضَجْ
حاصَروا الجَوَّ فارْتقى
وضُلوعُ الفِدى دَرَجْ
حاصَروا البحرَ فاستوى
سَيِّداً عَرْشُه الثَّبَجْ
صادَروا القمْحَ فانْبَرى
فــي الثَّرى يَبْذرُ المُهَجْ
أظْمَأوا حقْلَه.. جرى
قلبُه جَدْوَلاً وثَجّْ
* * *
يا وِلاياتُ وَلْوِلي
شعبُنا الصَّامدُ ابْتَهَجْ
سَنَّ «صَمّادُنا» المُدى
فقطعنا لك الوَدَجْ
لم يَعُدْ في مِياهِنا
فُسْحَةٌ بَعْدُ للهَمَجْ
فَارَ تنّورُ وعْدِنا
وضُحَى «المَقْدِسِ» انْبَلَجْ
تَمّ بالبَدرِ حُجّةً
بعدَ سبعٍ من الحِجَجْ
فليَسُؤْ صُبْحُ مُنْذَرٍ
ما على مُنْذِرٍ حرَجْ
* * *
يَمَنُ الثورة اكْتَسَى
لهَبَ العِزِّ والوَهَجْ
فوق عدوانهم عَدَا
من أخاديدهم خَرَجْ
وبمِخْرَازٍ جُرْحِه
زمناً بَاذِخاً نَسَجْ
سَارَ في نَهْجِ سَيِّدٍ
كم بِه سَادَ مَنْ نَهَجْ
عَدَلَ المَيْلَ بالهُدى
بَعْدَ عَهْدٍ من العَرَجْ
يَمَّمَ المَجْدَ شعبُهُ
ومضى غيرَ ذِي عِوَجْ.
* نقلا عن : لا ميديا