في تناولة سابقة تحدثنا عن الانحراف الكبير في مسار الإعلام المناهض للعدوان بعد عملية اغتيال الشهيد صلاح العزي، والتي تمت بنفس طريقة اغتيال بعض الشخصيات سابقاً، مثل الشهيد يحيى المتوكل وغيره، وكان ذلك لخدمة العدوان؛ لأن تحركات العزي وطريقته في العمل كانت مؤلمة ومضرة جداً بالعدوان وأدواته الداخلية والخارجية، وفي المقابل كانت ممتازة وإيجابية جداً في خدمة الوطن والمسيرة، وحققت نجاحاً باهراً في إطار مواجهة العدوان إعلاميا.
نتحدث هنا عن الإعلام المحسوب على الأنصار، سواء كان رسمياً أم كأشخاص.
بعدها من تولى ملف الإعلام وإدارته اتخذ عدة إجراءات مدمرة للمسار الإعلامي، أهمها:
1ـ تهميش الكفاءات وذوي الخبرات والأحرار والشرفاء والمناضلين والمبدعين، وإقصاؤهم، بل ومحاربتهم في لقمة عيشهم وإيصالهم إلى مرحلة الجنون أو الموت قهرا وغلبا أو الرحيل وهجران الوطن.
2ـ تبني مجموعة من الأشخاص ودعمهم ماديا ومعنويا وإيصالهم إلى مناصب حساسة بينما لا علاقة علمية أو عملية لهم بالإعلام، بل ولا يتمتعون بأي مهارات، وأداؤهم مخيب ونتائج أعمالهم عكسية، نظراً لأسلوبهم الفظ والمستفز، وهم بدورهم يستعينون بآخرين. وللعلم والإحاطة كانت القاعدة أكثر ولاء وانتماء من الرؤوس، كما أنهم كانوا يبذلون جهودا لا بأس بها مقابل فتات، حيث كانت الهبرات الدسمة والنفقات التشغيلية التي تقدر بالملايين شهريا للكبار، بينما المحرر يستلم مبالغ تافهة لا تكفيه بدل مواصلات.
3ـ تعميم آلية عمل لا تقوى على مواجهة فأر، فما بالكم بعدوان كوني؟! وعلى سبيل المثال لا الحصر: توجيه الأعضاء بفتح حسابات وهمية وتكليفهم بالنشر بأسماء بعض الشخصيات وقت الحاجة أو النشر باستخدام كنية معروفة ومشهورة (مجتهد، ...، ... إلخ)، وكذا توجيههم بين الحين والآخر بتلميع فلان وتشويه علان، وإعلامهم بأوقات الذروة التويترية والذروة الفيسبوكية والواتسابية التي يجب النشر فيها... وتفاهات وسذاجات أخرى، وكذا توجيه بعض الناشطات أيضاً بفتح حسابات وهمية في تويتر والتغريد بلهجة خليجية بعد كل ضربة يمنية، بينما لم ننجح إعلامياً إلا بالمصداقية وليس بالتدليس والكذب، ولا نحتاج إلى هذه الخزعبلات.
4ـ إغلاق برامج كانت تلعب دوراً إيجابيا بحجة أنها غير مجدية أو تؤثر سلباً في إطار معين، وكذا على مستوى الإذاعات والمواقع الإلكترونية.
5ـ انتقاء مجموعة من الأشخاص (القابلين لتنفيذ التوجيهات مهما كانت)، والذين وإن كانوا يمتلكون أسلوبا مميزا في الكتابة، إلا أنهم يفتقرون لأي شعبية، وليس لديهم أي جمهور، واستقطابهم للعمل في الهيئة الإعلامية بأسماء وهمية وغير وهمية بشرط عدم الخروج من سياق البرامج العملية، وأن يتم عرض كتاباتهم أولاً فأول قبل النشر مع انتظار التوجيهات للأطر المراد تداولها، ثم يتم تداول منشوراتهم على أوسع نطاق في كل المواقع الإلكترونية وعبر الجيش الإعلامي وكذا الإلكتروني بما فيها الأسماء الوهمية وفي كل وسائل التواصل الاجتماعي وتعمم على نطاق واسع جداً، وبالتالي صنعوا منهم أرقاما وباتوا أصحاب شعبية كبيرة جداً، كما صنعوا منهم أيضاً هامات وطنية لا يشق لها غبار في مخيلة الجمهور.
* نقلا عن : لا ميديا