كل شيء في هذه الحياة يحتاج إلى ذكاء وتفكير سليم، مهما كان الشيء صغيراً أو كبيراً، وسواء كانت مسألة تافهة أو مسألة حياة أو موت.
فالنعمة العظيمة التي وهبنا الله إياها، وتسمى "العقل"، ليست مرتبطة بوضع الخطط الخمسية والأفكار الاستراتيجية فقط، بل على الإنسان أن يشغل عقله باستمرار ليتمكن من العيش والبقاء على قيد الحياة.
هذه حقيقة بديهية بسيطة بالنسبة للناس الطبيعيين. في المقابل هي معضلة معقدة وكارثة كبيرة بالنسبة لغير الطبيعيين، الذين أهملوا عقولهم حتى عطبت نهائياً ولم تعد تشتغل.
بعض الناس لا أدري هل هو "بغل" يسير على قدمين، أم أنه يعاني مرضاً عضالاً في عقله أعاقه عن التفكير تماماً!
الحديث هنا عن أبواق العدوان الغبية، وذبابه الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي...
هذا النوع الرخيص من الناشطين أغبياء لدرجة أنهم يكذبون بطريقة مضحكة، ويحاولون خداع الناس بطريقة تجعلهم يبدون مثيرين للشفقة!
مثلاً: هذه الأيام، مع الأجواء الإيمانية المحمدية، والاحتفالات في كل مكان بالمولد النبوي الشريف، حاولت تلك الأبواق -كعادتها- لفت الأنظار وتحريض المجتمع على دينهم قبل حكومة الإنقاذ.
تخيلوا يا جماعة أنهم نشروا وثيقة مزورة على أساس أنها مذكرة صادرة من مدير مكتب رئاسة الجمهورية إلى وزير المالية، وفيها هذا التوجيه المضحك: “يتم صرف مبلغ 150 مليون ريال للأخت/ سوسن محمد علي الحوثي، نصيبها من إيرادات مناسبة مولد جدها صلى الله عليه وسلم، وذلك حسب توجيهات سماحة قائد الثورة، السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله”!!
كمية الغباء في هذه الوثيقة المزورة عجيبة! 150 مليوناً مرة واحدة، ولم يخطر في بالهم إلا اسم “سوسن”؟!
ثانياً: “أنصار الله” لا يصلون على النبي صلاة بتراء كالتي في الوثيقة، وهذا الشيء المعروف غفل عنه صاحب الكذبة الغبية.
والله إن الموضوع أضحكني أكثر مما استفزني! فراجعوا أنفسكم قبل اختراع أي كذبة يا أبواق العدوان!
الأمر الآخر: أليس لديكم أسطوانة أخرى تلعبون عليها غير أسطوانة الرواتب؟!
دائماً في كل عام تنتظرون “المولد النبوي” لتنشروا صور الزينة الخضراء مرفقة بعبارة: “شاهدوا رواتبكم يا موظفين”!
صنعاء بكلها تعلم أن هذه الزينة والأضواء يعلقها الأشخاص على أبوابهم بمجهود شخصي، وبمبالغ عادية جداً، وشعب الإيمان والحكمة سيبذل الروح فداءً لخير الورى ونور الهدى، ناهيكم عن زينة بسيطة يعبرون بها عن فرحتهم وابتهاجهم بذكرى ميلاده.
وفي الفترة الأخيرة، خصوصاً مع المفاوضات وعرقلة تحالف العدوان حل الملفات الإنسانية، انتشر الوعي أكثر لدى الناس، وبات الجميع يعلم أن الرواتب في بطون الخونة وعملائهم.
حتى الكذب يا جماعة يحتاج إلى ذكاء وتفكير سليم. أرجوكم ارحمونا من غبائكم قليلاً!
وبعيداً عن كل ذلك، اتركوا كل ما كتبته.
هل وصلت بكم الخسة والحقارة إلى التحريض على محبة النبي صلوات الله عليه وعلى آله، وأنتم تدعون أنكم تؤمنون بدينه؟!
لا تحاولوا التبرير والمغالطة، فكل أفعالكم تؤكد سقوطكم الأخلاقي حتى تجاه سيد الكونين والثقلين أرواحنا له الفداء.
* نقلا عن : لا ميديا