باقـة ورد لـ«عروس يافا» الشهيدة دلال المغربي
في الخَاطِرِ امْرَأةٌ بغير ضَفِيْرَتَيْنِ
لِكَعْبِها سَجَدَ الجَمالُ
والأبجديةُ أَلْقَتِ الشُّعراءَ دُوْنَ جَبِينِها العَالِي وأُسْقِطَتِ الحَمَاسَاتُ الطِّوَالُ
وفُحُولُها انكَفَأَتْ على أعقابِها
وكَبَا المَقالُ
ماذا يُقالُ؟!
في الخَاطِرِ امرأةٌ تَهَجَّتْها الرجولةُ
مُعجماً للْمَاءِ نَارِيّاً..
ورتَّلَها الرِّجَالُ
* * *
جُرحٌ جَمِيلٌ نَزَّ مِنْ «صَبْرَا» وأزْهَرَ واسْتَدارَ كَمَا اسْتَدارَ بِصَدْرِ «يَافَا» البُرتُقالُ
عَيْنَانِ في الوَطَنِ المُقَابِلِ للمُخَيَّمِ تَجْسُرانِ البَحرَ للُّقْيَاْ،
رُمُوشُهُما ارْتِحَالُ
شَفتَانِ مِنْ «زَجَلٍ» على حَدَّيْهما الْتَحَمَ الجِدَالُ
ويَدَانِ تَجْتَلِيَانِ عُمْقَ الجُرْحِ بالتِّرْيَاقِ والبَارُوْدِ،...
سِرِّهُما الطِّبَابَةُ والنِّضَالُ
* * *
في الخَاطِرِ امْرَأةٌ كنَصْلِ البَرْقِ حَاذَتْها العَوالِي اليَعرُبِيَّةُ وانْتَضَتْ شَمسَ الكرامةِ مِنْ وَضَاءَتِها النِّصَالُ
سَمْراءُ تُشْرِقُ مِنْ مَلامِحِها المَواسِمُ والجَداولُ والمَنَاجِلُ والغِلالُ
ويَضُوْعُ مِنْ أَنْفَاسِها لوزٌ ونَيْسَانٌ وهَالُ
عَذْرَاءُ تَقرَعُ بالـ«كِلاشِينكوفَ» أجراسَ المَعادِ،...
وبالرَّصَاصِ تُرَتِّلُ الإسْراءَ،
تقرأُ سورةَ الزيتونِ، تَذرِفُ دَمْعَةَ القدسِ القديمةِ بالزِّنَادِ
لَه اشْتِعالٌ واخْضِلالُ...
فهو الصَّلِيبُ بكَفِّها وهو الهِلالُ
وهوَ الإجابةُ والسؤالُ
كَسَرَتْ مَزَامِيرَ الخُوَارِ السَّامِريِّ
وأَوَّبَتْ مَعَهَا المَآذِنُ والكَنَائِسُ والجِبَالُ
«بِلادِي بِلادِي بِلادِي....»
* * *
في الخَاطرِ امْرَأةٌ فَلَسْطِيْنِيَّةٌ...
ضَرَبَتْ يَدَاها البحرَ فانَفَلقَ المُحالُ
وتَنَزَّلَتْ وطَناً على الوَطَنِ السَّلِيْبِ...
وحَيْثُ حَطَّ بها الرِّحَالُ
صَعِقَتْ مُسُوْخُ الأرضِ واستغشَى ظَلامَ الطَّائراتِ الاحتِلالُ
وتوشَّحَتْ «يافا» رَبِيعَ «المغربيِّ»
فلا سَماءَ لـ«تَلّْ أَبيبَ» ولا تُرابَ لَه تِلالُ
«يافا» بـ«غَارِ» البَيْرَقِ الخَفَّاقِ كَلّلَها الجَلالُ
«يافا» الدَّلالةُ رَغْمَ حَرْفِ الحَافِرِ العِبْرِيِّ ليسَ لها زَوَالُ
«يافا»... «دَلالُ»
رَشَّاشُها الوَعدُ اليَقِينُ وكُلُّ وَعدٍ يا فلسطينُ احتمالُ
* * *
هذا «كمالُ» أُنُوثةِ الأنثى..
أتَدْرِي يا «خليجَ الكوكا كولا» ما الكَمَالُ؟!
يا عِشْقُ هذا العِشْقُ في أبْهَى دَلالَتِه
وهذا يا نِسَاءُ هو الدِّلالُ
هذا هو الغُنْجُ المُدَجَّجُ بالجِرَاحِ وبالسِّلاحِ
وكلُّ غُنْجٍ لا يَسِيْرُ على السَّكاكِينِ ابْتِذالُ
يا حُبُّ هذا الحُبُّ لا يُعلى عليه
ويا هَوَى هذا الوِصَالُ
فامْهَرهُ قَلبَك..
إنّ حبّاً لا يَقُضُّ مضاجعَ المُحتَلِّ يا قلبُ انْحِلالُ
* * *
يا «ضَادَنا العربيَّ» إنَّ القَارَ «عَبْرَنَ» أبجدِيَّتَنا
و«بَعرَنَ» جِيْنَها القَيْحُ المُسَالُ
فاقرأْ «دَلالَك» في مُهودِ صِغارِنَا الآتينَ
حتّى لا تُصَهْيِنَها «الدِّلالُ»!
يقيني أنّ السيد القائد «أبوجبريل» سيحرر رُفات الشهيدة البطلة دَلال المغربي من غيابة مسوخ التاريخ. ص.د
* نقلا عن : لا ميديا