هناك حرب صهيونية جديدة في اليمن تعتمد على توسيع ذاكرة المجتمعات المثقوبة. يوضح هذا زيارات وفعاليات السفير الأمريكي في حضرموت النسوية، ومقابلة ما يسمى رئيس "مجلس القيادة الرئاسي" (العليمي) المتلفزة، وكتابات جُميح من مأرب وأنيس منصور من عدن. وهذه نماذج صارخة اليوم لمدى انحطاط ودناءة توجيه اللعبة الصهيونية هذه وترسيخها في عقول أتباع جماعة الإخوان المسلمين في مأرب وأبناء المحافظات الجنوبية المحتلة، ثم إعادة توزيعها وتصديرها لكافة مناطق اليمن.
ذاكرة المجتمع المثقوبة تعني أنها تعمل ليقف الناس ضد وطنهم وضد شعبهم وضد أنفسهم، وضد التحرر والاستقلال، وضد كل شيء وأي شيء يمكن أن يضمن لهم ولو شيئاً من الكرامة أو جزءا من الشرف والتحرر والاستقلال.
ولكم أن تتخيلوا فقط خطر أن تصبح ذاكرة المجتمع اليمني الذي وقف مع الجيش واللجان الشعبية وصمد وتحدى العدوان والحصار، مثقوبة، ولم يعد يحترم أو يقدر تضحيات وبطولات جيشه! إنها لعبة خطيرة. وللأسف هناك من يساهم بأفعاله المزرية في صنعاء لتمريرها!
شخصياً لقد قرأت الكثير عن جهل وغفلة المجتمعات، ومدى قبح وخسة ذلك؛ لكن لم أقرأ أو أرى أو أسمع عن مجتمع جاهل غافل مغفل مثل مجتمع الإخوان المسلمين في مأرب وبعض أبناء المحافظات الجنوبية، الذين مازالوا يأملون خيرا من العقول المتصهينة، ويقفون ويدعمون القوى السياسية والمناطقية والعسكرية التي باعتهم في أسواق النخاسة، وجعلتهم “قشاً” تحت بيادات جيوش الغزو والاحتلال والقهر والقمع والتجويع والإذلال والتطبيع!
قادمون على أبواب العام التاسع من الحرب والعدوان والحصار على اليمن، وكل شيء في مأرب والمحافظات الجنوبية متواطئ ضد مجتمعهم وضد الشعب اليمني والدولة اليمنية، من القرارات والمواقف إلى الشرف والكرامة. وإذا سلمنا بحقيقة أن مجتمع حركة الإخوان المسلمين حركة سياسية أصلها وفصلها ونشأتها وقيامها ودعمها ومواقفها وقراراتها مرتبطة بعمل وتوجيه استخباراتي صهيوني وعملها صهيوني بامتياز؛ لكن بعض أبناء مجتمع المحافظات الجنوبية ما الذي ثقب ذاكرتهم الوطنية التي حاربت وواجهت المستعمر البريطاني الليبرالية الأمريكية، ومسح ذاكرة التحرر والاستقلال عن عقولهم، وفوق هذا جعلهم مثقوبي شرف وكرامة أيضا؟! عدوهم يستخدمهم، عدوهم يسيرهم، وعدو وطنهم وشعبهم يحاصرهم ويجوعهم، لإطالة أمد الحرب والحصار فقط، وهم وحدهم وقود وحطب هذه الحرب!
هذا نموذج ثقب ذاكرة المجتمعات. أتمنى ألا ينتشر في مناطق اليمن الأخرى، بسبب مطامع البعض الشخصية.
* نقلا عن : لا ميديا