لا يزال اليمنيون في تركيا يتصدرون قائمة الأجانب الأكثر إقبالاً على العقارات والفلل الفارهة في تركيا أردوغان. ووفقاً لموقع (akarkom) السياحي التركي فإن «كل يوم يشتري أربعة يمنيين منازل في تركيا». وللعلم فإن العقارات التي يتم نشرها بشكل دوري من قبل معهد الإحصاء التركي التابع الحكومية في أنقرة هي تلك التي يحصل أصحابها على جنسيات تركية. وبالإمكان شراء أية شقة في تركيا عبر سماسرة عرب أو يمنيين يعملون في مجال العقارات بسهولة، ويتراوح قيمة الشقة الواحدة بين 25 ألف دولار وما فوق 100 ألف دولار، وفقاً لمكان البرج الذي يتم شراء الشقة فيه. ويحصل المشتري للشقة على إقامة خمس سنوات، لذلك تؤكد الإحصائيات التركية الرسمية أن أكثر من 6.826 عقارا تم شراؤه من قبل مستثمرين لمعاناة وأوجاع اليمنيين، خاصة وأن أكثر من 90% منهم قيادات عسكرية وحزبية وتجار حروب.
هذه الإحصائية صادرة عن معهد الإحصاء التركي، وتشير إلى ارتفاع إقبال اليمنيين على القطاع العقاري في تركيا، من عام لآخر. وإن كانت هذه الإحصائيات جزءا من كل، فإن السنوات القادمة كفيلة بكشف حجم الأموال اليمنية التي نقلت للخارج للاستثمار وفتحت آفاقاً واسعة للاستثمار الأجنبي في تركيا وعدد من الدول التي صارت تتنافس على استقطاب رؤوس الأموال اليمنية المهربة والمنهوبة. هذه الأموال الضخمة التي تقدر بمليارات الدولارات لو تم توظيفها في قطاع البناء والأعمار في اليمن، كانت ستلعب دورا هاماً في الاستقرار الاقتصادي، وستحدث نهضة عمرانية في المحافظات الخارجة عن سيطرة صنعاء، وستوفر الآلاف من فرص العمل للعاطلين، وستحدث حراكا تجاريا وعمرانيا كبيرا.
ولنتخيل أن معظم من اشتروا هذه العقارات وأسسوا شركات في الخارج قيادات عسكرية وحزبية وسياسية موالية لدول التحالف رفعت منذ ثماني سنوات شعار استعادة الشرعية ودفعت بالآلاف من اليمنيين الفقراء للموت في حرب عبثية، إلا أن هدفها كان استثمار الحرب والاتجار باليمن واليمنيين، من أجل تأمين مستقبلها هي وأولادها في الخارج، فمعظم مسؤولي حكومة الارتزاق يمتلكون جنسيات دول أخرى حصلوا عليها باعتبارهم مستثمرين.
اللافت في الأمر أن الدول التي استقبلت هذه الأموال اليمنية الضخمة جمدت كافة الإجراءات الخاصة بمكافحة غسيل الأموال، وشاركت في نهب اليمن وظلم شعبه. أما النازحون من اليمنيين العاديين في مختلف دول العالم فإنهم يتواجدون كنازحين فارين من بلد مزقته ودمرته الحرب وضاعف الحصار معاناة شعبه حتى أصبحت الحياة فيه شبه منعدمة، وبات الكفاح فيه مقتصرا على توفير الحد الأدنى من أساسيات العيش الكريم لارتباطها بالبقاء.
* نقلا عن : لا ميديا