الفساد يدمر الدول ويمزق وحدة المجتمعات. وأقبح الناس مَن يستغل أيام الحرب ليحصل على المكاسب المادية بطريقة غير مشروعة، بينما المجتمع يعاني.
لا شك بأن حكومة صنعاء نجحت في الجانب العسكري والأمني والصناعي وكذلك الزراعي، وخاصةً زراعة القمح، الذي يعتبر المصدر الرئيسي للغذاء في جميع دول العالم، والاهتمام بزراعته تعد مهمة وطنية مقدسة بالغة الأهمية.
الحقيقة، أن حكومة صنعاء تفوقت في إدارة الدولة على ما تسمى «حكومة الشرعية» التي تمتلك عددا كبيرا من الكوادر المتمرسين في الحكم وإدارة الدولة، خاصةً القيادات التي تنتمي لحزب المؤتمر الشعبي العام؛ ولكن تعدد الولاءات في «حكومة الشرعية» وغياب الانتماء الوطني، والبحث عن المصالح الشخصية، كان سبباً كافياً لفشلهم في إيجاد دولة توفر الأمان والحياة الكريمة للمواطن اليمني.
الفساد، خاصة في أيام الحرب، يعتبر «خيانة وطنية كبرى». والحرب على الفساد من أهم الأولويات، من أجل بناء الدولة الحديثة؛ إذ لا يمكن تحقيق تنمية وتقدم بوجود الفاسدين في أجهزة الدولة. والدول المتقدمة تحارب كل أشكال الفساد لتنعم شعوبها بالرخاء والسعادة.
لا ينكر أحد أن الحرب والحصار وتوقف المرتبات لسنوات عديدة هو السبب الرئيسي لمعاناة الشعب اليمني، والمجتمع يصبر ويتحمل عندما يكون المسؤول قدوة يشارك المواطن هذه المعاناة، ويحمي حقوقه، ويحافظ على مصالحه. ولكن عندما يستفحل فساد بعض المسؤولين عديمي الضمير والأخلاق، ويعيشون في ترف مطلق، ويحرمون الشعب من «كسرة الخبز»، فهذا الوضع غير مقبول، وينذر بأزمة حقيقية تبرز فيها الخلافات وعدم الرضى بين الشعب والدولة، ومن الخطأ تجاهلها؛ لأن الضرر سوف يؤثر على الأمن القومي للبلد.
الخلاصة: الشعب اليمني يحلم بمرحلة جديدة طاهرة ونقية، هدفها الأول هو تصحيح الوضع الاقتصادي للمجتمع، بحيث يكون المواطن البسيط هو محور اهتمام الدولة، ترعاه وتوفر له الحياة الكريمة الآمنة المستقرة، مرحلة يتحقق فيها الأمان الاقتصادي، ويختفي فيها الفساد والظلم، ويحل مكانها العدالة الاجتماعية، وضمان الحقوق والحريات.