مرت ذكرى الإسراء والمعراج على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، والبعض في انشغال عن تذكُّر أهمية هذه الحادثة ومدلولاتها.
في هذه الذكرى العطرة تطلُّ أسئلة قلَّما تجد من يجيبك عليها، حتى أستاذك في المدرسة أو إمام المسجد، لأنهم تلقَّفوا هذه الواقعة من كتب السيرة دون أن يكلِّفوا أنفسهم عناء البحث والتمحيص وتنقية الرواية من الشوائب التي طالتها ونالت منها، حتى يخيَّل للقارئ أنه يقرأ أسطورة وليس واقعة حدَثَت لسيِّد الأولين والآخرين، عليه وآله أفضل الصلاة والسلام .
اختلفت الروايات بشأن الإسراء والمعراج، فمنهم من قال إن الإسراء واقعة مستقلة، ولم يحدث المعراج في نفس الليلة، فيطلُّ السؤال: لماذا يجمعون بين الحادثتين في يوم واحد، إن كان المعراج حادثة بعيدة عن الإسراء؟!
ولأن الإسراء مؤكَّدٌ كما نصَّت عليه الآية الأولى من سورة الإسراء، فقد شكَّكَ البعض في حدوث المعراج، كونه لم يرِدْ في أي آية بشكل صريح.
إذ إن الإسراء هو رحلة إلهية/ أرضية، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.. رحلة أرضية اندهش لوقوعها كفار قريش فآمن منهم من آمن، وكفر من كفر.. أما المعراج فهو رحلة من الأرض إلى السماء، أي أنه أكثر إعجازاً من الإسراء الذي كانت مسافته 850 ميلاً فقط، فهل كان لكفار قريش ردة فعل تجاه المعراج كما حدث حول الإسراء!
ومع هذا، تأتي ذكرى الإسراء والمعراج وتمرُّ مرور الكرام، دون أن يحاول الكثيرون فهم معنى ومغزى هذه الحادثة التي تؤسس لكثير من المفاهيم والنظريات، سواء على المستوى العلمي أو الاجتماعي أو الإنساني.
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد.
* نقلا عن : لا ميديا