لا ميديا -
لم يكن عمرها قد تجاوز السابعة، عندما زارت شقيقتها في الأردن، وكان إلى جوارهم معسكر تدريب للفدائيين، بعدما ظلت تراقبهم تحول «الفدائيّ» إلى حالة عشق بداخلها.
في الـ17 من عمرها سافرت إلى الأردن، ومنه إلى لبنان، والتحقت بأحد معسكرات التدريب. كل هذا وأهلها يعتقدون أنّها عند شقيقتها في عمّان، بينما الأخيرة تعتقد أنها عادت إلى الضفة الغربية.
تدرّبت على الرماية واستعمال السلاح والعبوات الناسفة. عادت الى الضفة الغربية إلى أن انقطع التواصل مع مجموعتها الفدائية عام 1982. سافرت إلى الأردن واتصلت بمجموعتها، وأصرّت على تنفيذ عملية استشهادية، وحين تأكدوا من قناعتها كانت الخطّة أن تُفجر سيارة مفخخة في مباني حكومة الاحتلال بالقدس المحتلة.
اعتقل الاحتلال الشخص المسؤول عن تجهيز السيارة، وتم اعتقالها في آب/ أغسطس 1988، ولم تعترف رغم خضوعها لتحقيق قاسٍ. وحكم عليها بالسجن 10 سنوات، وبعد سنة أُضيفت 5 سنوات بتهمة محاولة خنق إحدى السجّانات.
عُزلت انفراديا مدة 4 سنوات متواصلة، بذريعة أنها «سجينة خطيرة». تقول: «التهمتُ خلالها كل كتب المكتبة»، ثم أضربت عن الطعام 34 يوما متواصلة، وأُعيدت إلى الأقسام.
أُفرج عنها عام 1997. وبعد 4 أشهرٍ فقط أعتُقلت ثانية، لمشاركتها في حفل تأبين الشهيد فتحي الشقاقي، فأعلنت الإضراب «حتى أنهم أحضروا خطيبي السابق الذي قلت له: أي إنسان سيؤثر عليَّ بإضرابي سيبقى وصمة عار طوال حياتي، وسيتحول حبي له إلى كره، ولا أريد أن تكون أنت». وأفرج عنها.
عام 2003، اعتُقلت للمرة الثالثة، على خلفية افتتاحها مركزاً للعناية بجرحى انتفاضة الأقصى. وحكم عليه بـ9 أشهر. تزوجت بعد خروجها ورزقت بطفلة. وقبل أن تُكمل طفلتها عامها الأول اعتُقلت من جديد. «هنا أصبح للاعتقال طعم المر الحقيقي بعيداً عن ابنتي». أضربت عن الطعام حتى سُمح لها بضم رضيعتها إليها داخل المعتقل.
ولدت عطاف داود عليان عام 1962 في مدينة بيت لحم، لأسرة هُجّرت من خلدة - قضاء الرملة المحتل.