|
من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية “المحاضرة الرابعة”
بقلم/ عبدالفتاح حيدرة
نشر منذ: سنة و 7 أشهر و 25 يوماً الأحد 02 إبريل-نيسان 2023 12:06 ص
في المحاضرة الرمضانية الرابعة للسيد القائد (عليه سلام الله ورضوانه) للعام 1444هـ ، مستكملا الحديث في سياق معنى التقوى ، وعن مرحلة يوم القيامة ودمار كل شئ واستواء الأرض كلها، هول عظيم وأحداث كثيرة تغير شكل الأرض استعدادا ليوم الحساب وحشر الناس جميعا في يوم المحشر عليها ، و الله سبحانه وتعالى ربط ما بين تدمير الأرض والبعث ربطاً ينقل الناس إلى مرحلة الجزاء ، وفي مواقف الحساب تأتي المواقف الرهيبة بالنسبة للناس الذين لم يعدوا لهذا اليوم العمل الصالح، ووحده العمل الصالح و الاستجابة لله والتمسك بهدى الله في الدنيا هو السبب في الطمأنينة في يوم القيامة وفي مقامات الحساب ، ومن البشارات للذين حسبوا في الدنيا ليوم الحساب بما يرضي الله أن يعطى الإنسان كتابه بيمينه، أما الذين لم يحسبوا لهذا اليوم في الدنيا، وكانوا مستهترين يبدأون بعبارات الندم وحالات التحسر، وكل شيء مخيف لهم يعيشون بحالة قلق واضطراب شديد يأتون كتابهم بشمائلهم، وحسرة الإنسان كبيرة عندما لم يلتفت لما يعنيه في الحياة الدنيا..
أن العرض التفصيلي في القرآن الكريم ليوم القيامة ويوم الحساب هو تصور لنعتبر منه في الدنيا، والتوجه على أساس التمسك بهدى الله، والناجون من أهوال القيامة هم أصحاب الميمنة الذين استجابوا لربهم وشأنهم عظيم وكبير وفوز عظيم، وهناك ما هو أرقى وهم السابقون. فهم مقربون في جنات النعيم، وهناك في مستوى العمل تفاوت في أعمال المؤمنين، ولكل شئ جزاء عادل، ولهذا يأتي للسابقين الفضل، وهم أولئك الحريصون على روح المبادرة التي تبين المستوى الذي هم عليه من التقوى لله ، مساكنهم في الجنة عظيمة وعلى مستوى راقٍ جدا بسعادة لا يمكن تخيلها مع رفاقهم وأهليهم. يتحدثون عن سبب نجاتهم من عذاب السموم، وفي مجالسهم تلك يطوف عليهم غلمان في الجنة بشراب من معين، جامع ما بين اللذة والنشوة ومن دون تأثيرات على الصحة، كل هذا وقد أمنوا من عذاب الله، ولهم فاكهة مما يتخيرون ومستمرة ولا يتعبون عليها، و تتوفر لهم من دون عنا، ولحم طير متنوع ومما يشتهون، وفي الجنة مع أنواع الطعام تتوفر الزوجات (حور عين) في الجنة اللواتي هن فائقات الجمال، وكل هذا النعيم هو نموذج فقط من غير ما ذكره القرآن من الملابس والمعيشة المتميزة والسعادة..
هذا كله جزاء بما كانوا يعملون في الدنيا بما يرضي الله ، والله أمرنا بما نطيقه وأوسع، العمل والسعي لما يرضي الله وتأمين مستقبل الآخرة، والفوز بما وعد الله به الجنة، وهي أعمال ليست مستحيله، وهي أعمال الطريق المتيسر التي يسرها الله، والأعمال العظيمة التي لها سبب في التوفيق الإلهي هي أعمال لها أجر عظيم ومنها الإنفاق والجهاد في سبيل ، وهذه تجارة عظيمه جدا مع الله، ولها أجرها المضاعف، وهو وسيلة لدفع شر أعدائنا في الحياة، وحماية للأمة وعامل بناء ونهضة للأمة، والمصالح العامة في أعمال الخير، وهي من التعاون على البر والتقوى، وهذه أعمال لها اثرها الإيجابي على السمو الإنساني، ولها نتائج إيجابية في الدنيا، وتأمين للمستقبل في الآخرة، والمشاق والمصاعب والمعاناة و المخاطر وهي جزء من أمور حياتنا، و فضيلة العمل الصالح هو مجال مفتوح لكل الناس، الفقير والغني، والأمر هو كيف يتجه الإنسان للوصول إلى ذلك النعيم الذي يصل فيه حتى على مستوى عدم سماع الكلمة الجارحة، ويأتيهم سلام وقول من رب رحيم، والعيش في وضع محترم جدا وحياة هنيئة بكل ما تحمله الكلمة وللابد الدائم.. |
|
|