|
إيجابية صنعاء تُعالج كافة سلبيات اليمن
بقلم/ عبدالفتاح حيدرة
نشر منذ: سنة و 6 أشهر و 9 أيام الثلاثاء 13 يونيو-حزيران 2023 09:31 م
بعد ثلاثة آلاف يوم من العدوان والحصار على اليمن، تجعل الفطرة السليمة، أو قل الحكمة والرشد الإنسان السوي الذي لم ولن ولا يتأثر باتباع خطوات الشيطان الرجيم، أو بمعنى أدق تعاليم ومعايير الديمقراطية الأمريكية الزائفة، يميل إلى أن يكون محكوما بتعاملات وممارسات وتصرفات قيم وأخلاق العزة والشرف والكرامة، أخير له من أن يكون حاكما مرتهنا وتابعا ذليلا لسياسات الذل والهوان، نتيجة تأثره بثقافة وسياسة سلطة الديمقراطية الأمريكية المزيفة، التي تدفع بالإنسان للنزوع إلى السيطرة بالظلم والعدوان والفساد والإفساد، وتسمين عجل شهوة الغريزة السلطوية الظالمة، والهوس بالشهرة بامتلاك القوة والثروة، وهذه النزعات تكفي لجعل البعض يقدم ذلك على كل مشاريع امتلاك الحرية والاستقلال وامتلاك العزة والكرامة، وامتلاك الغذاء والدواء، وامتلاك العلم والوعي، وامتلاك الأخلاق والقيم الشريفة العليا والسامية..
من هذا الركن القصي، أطالب بقليل من الإيجابية لدى سلطة صنعاء، وخاصة مع المثقفين و الإعلاميين السياسيين، قليل من الإيجابية هذه سوف تعالج لكم كافة أمراض وسلبيات اليمن من خبث تعاليم وثقافة مشاريع الديمقراطية الأمريكية اللعينة، الخبث الذي نراه اليوم واضحا في كافة المحافظات اليمنية التي ترزح تحت الاحتلال والارتزاق والخيانة والعمالة، تلك المحافظات التي لا يوجد فيها عند المثقفين والإعلاميين السياسيين ثقافة التعامل الإيجابي السوي مع المواقف والقضايا الكبرى، أما استمرار الكثير من السلبية وتضخيم التعامل السلبي مع من يستطيع أن يوضح للناس تضليل وزيف وفشل كل من يتبع أمريكا وديمقراطية أمريكا الوسخة، لن يؤدي إلا إلى استمرار تسمين عجول التجهيل وتكوين الكتل الموحدة التي تواجه قوة و ثورة التحرر والاستقلال الوحيدة في اليمن..
قليل من الإيجابية يا صنعاء، لأنك الأجدر والأصلح والأفضل والأحق باليمن كلها، قليلا من الإيجابية بدلا من الاهتمام الذاتي بسلبيات استعراض إمكانيات مشاريع إعلامية وفكرية وسياسية زائفة، نعلم جميعا أنها تعيد الكل في كل مرة إلى مربع المشروع الأمريكي رقم واحد في المنطقة، مربع تعاليم حب الشهوات والتمسك بسلطة الديمقراطية الأمريكية الزائفة، اليوم يا صنعاء حتى البديهيات أصبحت تحتاج لمن يعيد تعريفها والدفاع عنها، لقد امتلأت الساحة بالمدعين وأنصاف المثقفين والإعلاميين والسياسيين الذين يستخدمون مصطلحات ثقافة الديمقراطية الأمريكية في غير مواقعها الصحيحة، وللأسف يستدرجون وراءهم البسطاء والجهلاء والغوغاء، وأصبح واجبا علينا كلنا – و بلا استثناء أو إقصاء- أن نحارب كل معارك الماضي والاهتمام بمعارك المستقبل..
طبعا في هذا الجانب يحلو للبعض التنكر في ثوب الضحية، برغم أنهم الجناة، حتى أصبح الصمت بوعي وعدم رد الأذى بالأذى في العلاقات الإنسانية ومعاملات الإذلال وتصرفات النكران، و سياسات التجويع، أشد وقعا وألما من المواجهات والمصارحات الإعلامية التي يفرح بها العدو وصبيانه وأدواته، اليوم صفحات الفيسبوك يمكن استخدامها لتنوير وتثوير أبناء المحافظات المحتلة، وليس لتبوير عقول البسطاء ومداعبة غرائزهم، بنشر أخبار الفساد وإذلال وإهانة العدو وأدواته لهم، أو نشر حوادث القتل و الاغتصاب، أو تسريب حكايات اللصوص والفاسدين من الخونة والعملاء، أو إثارة مشاعر التعصب المناطقي والمذهبي..
اليوم يا صنعاء كل مشاريع دول تحالف العدوان والحصار الأمريكي تعلن هزائهما في العالم كله، وإذا لم يكن الوعي والإعلام والثقافة تعمل على نشر وعي وإعلام وثقافة صمود وتحدي وثبات قيادة وشعب وأنصار وجيش اليمن، وأنه لولا صمودهم وأنهم السبب في استمرار سقوط وفشل وهزائم مشاريع الديمقراطية الأمريكية الزائفة في العالم كله، سوف يعمل العدو الأمريكي وأدواته القذرة ليحصلوا على انتصار بديل في اليمن، سوف يعملون على تزييف وعى شعبكم وجماهيركم، وصرفهم عن هدفهم الصحيح والحقيقي في معرفة مشاريع عدوهم ومواجهتها بإلهاءات التشفي الرخيصة في ما بينهم.. |
|
|