شارل أبي نادر
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
شارل أبي نادر
فشل العدوّ يفضح كذبه في «مجدل شمس»
استهداف يمني مسيّر وصادم لعمق "تل أبيب".. هل يكون فاصلًا لوقف حرب نتنياهو؟
هل تكون عملية "الكوش" إحدى صور المواجهة الواسعة؟
المقاومة الفلسطينية وجبهات الإسناد.. وفرض التسويات
هل ردّت «إسرائيل» على إيران
هل اقتربت معركة رفح؟ وما أهداف العدو منها؟
اليمن بعد تسع سنوات على العدوان.. أكثر حضورًا وقوّة
هل خسر الأمريكيون معركتهم ضدّ اليمن في البحر الأحمر؟
كيف أثّرت المناورة اليمنية لدعم غزّة في فرض التراجع الأمريكي؟
لماذا يكشف حزب الله الآن عن بعض أسلحته النوعية؟

بحث

  
كيف هُزِمت "اسرائيل" عند أسوار جنين؟
بقلم/ شارل أبي نادر
نشر منذ: سنة و 4 أشهر و 20 يوماً
الخميس 06 يوليو-تموز 2023 12:16 ص


بانسحاب سريع ولافت ومذلّ بما يشبه الفرار لكافة عناصره وضباطه وآلياته، أنهى العدو الصهيوني مساء أمس وقبل منتصف الليل، عمليةَ الاقتحام التي قادها للدخول إلى مخيم جنين، دون أن يحقق الهدف الأساس الذي حدده منها وهو: "إنهاء البنية التحتية العسكرية في جنين وإنهاء دورها كملاذ للإرهاب"، وفق تعبير رئيس حكومة الاحتلال.

عندما قرر العدو الصهيوني اقتحام جنين ووضع خطته للعملية التي من المفترض أنها كانت تجيب على كل مفاصل ومراحل المناورة الهجومية على أساس أنها مناورة جيش الكيان بكامل قياداته وأركانه، بقي هناك لدى قادة هذا الجيش السياسيين والعسكريين منهم نوع من الغموض الممزوج بعدم ثقة بأن العملية سوف تسير حسب ما هو مقدّر لها، وطبعًا ليس بسبب عدم اعطائها كل ما تحتاجه من عديد أو عتاد أو دعم، حيث كان لها كل ذلك، بل السبب الفعلي لهذا التردد كان في خوفهم مما يمكن أن تفاجئهم به عناصر المقاومة الفلسطينية في جنين.

هذه المقاومة في جنين والتي جرّت العدو إلى هذه العملية بعد أن شكّلت له عقدة غير بسيطة، برهنت في أغلب المواجهات الأخيرة ضد الصهاينة أنها تملك نواة عسكرية مميزة، فبالإضافة للالتزام والجرأة والإيمان الكامل بمقاومة الاحتلال تحت أي ظرف أو صعوبة أو خطر، أيضًا، أظهرت مستوى متقدمًا في التكتيك وفي القدرات النوعية وخاصة العبوات الناسفة، والتي كان لإحدى آليات العدو المدرعة والأكثر تطورًا "الفهد" معها نصيب من الاستهداف المباشر ومن التدمير.

بعد انطلاق العملية ومع مرور الوقت، والذي كان قد حدده العدو بـ٧٢ ساعة حدًا أقصى لإنهائها، بدأ يتأكد من صحة شعوره وخوفه المسبق وعدم ثقته بأنه سوف ينهيها بنجاح وبتحقيق الأهداف التي وضعها لها، وذلك حين بدأ التحكم بمسار العملية يخرج من يده، وليكون هذا المسار في يد عناصر المقاومة بشكل شبه كامل.

ففي الوقت الذي كان من المفترض لعملية على مستوى جيش قادر ومخططة منذ وقت طويل، ومؤجلة التنفيذ أكثر من مرة أن تكون مدروسة لتحقق الحد الأدنى مما كان مقدرًا لها، بقيت وحدات العدو بعيدة عن الإمساك بأي خط من خطوط المناورة المفترض أن تمسكها، فلا سيطرة على أي مستديرة رئيسية في المخيم، ولا سيطرة على أي من النقاط الحاكمة أو المؤثرة في المخيم، ولا دخول لأي مركز أو موقع أو مكان له صفة البنية التحتية العسكرية للمقاومة، كما ولم يتحقق فصل المخيم عن المدينة وفق ما أراد العدو، وأيضًا فشل في تحقيق أي فصل بين أحياء المخيم، فقط انحصرت مناورته بتكديس العناصر والآليات في الشوارع الضيقة المخفية وتحت مداخل الأبنية المحميّة والبعيدة عن أنظار ونيران المقاومين.

أما لناحية "تحييد الإرهابيين" كما ادّعى، فهؤلاء المقاومون، وفي الوقت الذي كان مفترضًا بمناورة العدو أن تشلّ حركتهم مع تقدم الوقت في عملية الاقتحام، تابعوا التصدي لوحداته بطريقة تصاعدية، وعبر زيادة تحركهم انتقالًا وانتشارًا على أغلب طرق المخيم ونقاطه الفاصلة، وعبر رفع مستوى أعمالهم القتالية من خلال تكثيف عمليات إطلاق النار على آلياته وعناصره ومن مسافات قريبة، إلى اطلاق أسلحة دفاع جوي مناسبة أسقطوا من خلالها أربع مسيّرات للعدو، وفجّروا عشرات العبوات الناسفة بآلياته المدرّعة وأعطبوها.

أمام كل ما تقدم، لناحية الضياع والتردد والفشل في احراز أي تقدم نحو عمق المخيم أو حتى نحو أي من أحيائه الرئيسية ولو بالحد الأدنى، وأمام ضغوط الوقت والخوف من انكشاف الهزيمة والفشل بما لا يمكن تغطيته، لا سياسيًا ولا عسكريًا أو ميدانيًا أو إعلاميًا، قرر العدو الانسحاب من المخيم وكأن شيئًا لم يكن، وكأن كل ما وضع من أهداف وطموحات كانت فقط للاستهلاك الإعلامي والسياسي ليبرر نتنياهو هذه الصفعة بقوله إن العدوان المسمّى "بيت وحديقة" لن يقتصر على ما حصل خلال اليومين الماضيين فقط، فهو عدوان مفتوح حتى تحقيق أهدافه. 

ومع انسحابه المذل، وبدل أن يحقق معادلة كسر جنين وإنهاء البنية التحتية العسكرية لمقاوميها، كرّس العدو أمس "جنين" عاصمة للمقاومة لا يمكن تخطيها أو تخطي أبطالها، ونموذجًا لمواجهة الاحتلال لا يمكن تجاوزه أو كسره.

* نقلا عن :موقع العهد الإخباري

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
ليلى عماشا
من الضاحية..هنا جِنين
ليلى عماشا
أحمد يحيى الديلمي
عيد الغدير
أحمد يحيى الديلمي
حسني محلي
الإمارات على خط المصالحة التركية - السورية.. ما الثمن؟
حسني محلي
إيهاب شوقي
جنين.. ردعٌ متجدّد رغم أنف العدو
إيهاب شوقي
خليل نصر الله
الردع لا يستعاد من جنين.. العدو محكوم بمعادلات صعبة
خليل نصر الله
وسام أبو شمالة
العدوان على جنين.. الدوافع والانعكاسات
وسام أبو شمالة
المزيد