قِفْ خَاشِعاً في حَضْرَةِ ((الصّمّادِ))
واشْرحْهُ للنّاديْ وَغَيْرِ النّادِيْ
وإذا نظرتَ إلى السّماءِ وَجدتهُ
فيها مَجَرة فِطنةٍ وجهادِ
طلب الشهادة فاصطفته لأنها
رجواه للأبناءِ والأحفادِ
وبذمة الشمم الذي في قلبهِ
جاءَ الخلودُ به على ميعادِ
كمْ "صالحٍ" في الأرض ما ابتهجت بهِ
دُنياهُ عِند الموتِ والميلادِ
فمضى وليس أمامه ووراءهُ
إلا غبار الباطلِ المعتادِ
ولكل ميدانٍ خلاصته هنا
وهناك في الإصدار والإيرادِ
ويظلُ (صمّادُ) الرجولة حاضراً
في وجهها كالكوكب الوقادِ
في برّها.. في بحرها ، في أرضها
وسمائها ، في المجد والأمجادِ
قتلوه؟ لا والله ما قتلوه ، بلْ
أحيوهُ كالأعراسِ والأعيادِ
يا سيدي، وأنا أقول قصيدتي
لتقول أين رصيدها في الصادِ؟
لاحت أمامي فيك تقرأُ نصها
في مشهد متماوج الأبعادِ
قل إنها مثلي مع النبأ الذي
وافى كإعصار المحيطِ الهادي
رج السماوات الطوال وشاءها
((صعدية)) الأغوار والأنجادِ
وهناك كان الخالدون أمامها
ووراءها للهول بالمرصادِ
دعني معيْ.. ومع القصيدة في الذي
ما عادَ من ((إرمٍ ولا من عادِ))
هذا خيار الملك والملكوتِ في
موسوعةِ الآباءِ والأجدادِ
ولأن رب البيت أدرى بالذي
فيه رجعت لعدتي وعتادي
كانت أمامي أمنياتٌ كلها
عجبٌ،، ومنها ما يفوق مراديْ
لكن ((صالح)) لم يدع لي فرصة
لتُطِلَّ في المضمار بعضُ جيادي
ماذا أقولُ لموته وحياته؟
ماذا أقولُ لأبجدي ومداديْ
يا ((صالح)) الشرف الرفيع وليتني
أرضيك في شعري وفي إنشاديْ
ليت الشواطئ كلها في مدها
أو جزرها ظلت على استعدادِ
ليت المنيعات الذرى تبقى لما
أملت من زحف ومن إسنادِ
لله أنت جمعت شمل صمودها
يا قاهر الماسون والموسادِ
وتمر فيك الأربع السنوات من
صبر إلى بذل إلى استشهادِ
والصائرون مع الغزاة هوادجا
وقعوا بمصيدة من الأحقادِ
لم ينصروا ديناً ولا دنيا ولا
سلموا من الترحيل والإبعاد
كالبعض يهذي بالحياد وفجأة
أبصرتُ خنجره مع الجلادِ؟!
قلنا لطابور العمالة إننا
أقوى من الإبراق والإرعادِ
لم تغنموا غير الهوان لأنه
بمقاسكم في سفحه والوادي
وهنا دم الصماد يرفع صوته
ويقول عاشت ثورتي وبلادي
قالوا انتهى الصماد، قلت متى انتهى؟
وبخاطري ما فيه من آمادِ
إن كان موت العز يشغلكم فلن
تجدوا بأنفسكم سوى الأحقادِ
أنا ما استفدت ولا ريالاً واحداً
معه ولا كثّرت منه رماديْ
لكن صورته وسيرته أتت
للكل في الجمهور والأفرادِ
حمل الأمانة ثم أداها بلا
صلف ولا عسف ولا استبدادِ
فكأنه ((الحمدي)) في مشروعه
وهناك تبدو روعة الروادِ
قف خاشعاً واطرح سؤالك لاذعاً
للرائح المفجوع أو للغادي
ما بال هذا الحزن ظل كأنه
فوق القلوب مطارق الحدادِ؟
وهنا تقول لك المسيرة إنه
كان الحكيم بها وكان الحاديْ