شارل أبي نادر
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
شارل أبي نادر
فشل العدوّ يفضح كذبه في «مجدل شمس»
استهداف يمني مسيّر وصادم لعمق "تل أبيب".. هل يكون فاصلًا لوقف حرب نتنياهو؟
هل تكون عملية "الكوش" إحدى صور المواجهة الواسعة؟
المقاومة الفلسطينية وجبهات الإسناد.. وفرض التسويات
هل ردّت «إسرائيل» على إيران
هل اقتربت معركة رفح؟ وما أهداف العدو منها؟
اليمن بعد تسع سنوات على العدوان.. أكثر حضورًا وقوّة
هل خسر الأمريكيون معركتهم ضدّ اليمن في البحر الأحمر؟
كيف أثّرت المناورة اليمنية لدعم غزّة في فرض التراجع الأمريكي؟
لماذا يكشف حزب الله الآن عن بعض أسلحته النوعية؟

بحث

  
أين تكمن قيمة ما قدمه الرئيس الشهيد صالح الصماد لليمن
بقلم/ شارل أبي نادر
نشر منذ: 6 سنوات و 6 أشهر و 16 يوماً
الأحد 06 مايو 2018 11:52 م



يلعب قادة ورؤساء الدول والشعوب عادة الدور الأساس في إدارة البلاد ، في الحرب كما في السلم ، وحيث يَعتبر أعداء تلك الدول أنه في تغيّيب القادة الفاعلين من خصومهم ، ضرورة وحاجة لتسهيل معركتهم ، يُصبح استهداف هؤلاء القادة هدفاً رئيساً يُعمل عليه ليل نهار ، و في حال كان هؤلاء الأعداء فاقدين لاي رادع انساني او قانوني أو أخلاقي ، او لجميعها كما التحالف السعودي ، يصبح الاغتيال مُحللا لهم بشتى الأساليب والطرق ، و بمعزل عما يمكن أن تسببه جريمتهم من خسائر في أرواح المدنيين الأبرياء ، يبقى بالنسبة لهؤلاء المجرمين ، القانون الدولي و قانونُ الحرب والنزاعات المسلحة ، حبراً على ورق ، وبنوده لا تُنَفّذ ، تُدرج فقط لتتزين بها شرعة الامم المتحدة .

من هنا وفي هذا الإطار ، جاءت جريمة اغتيال الشهيد صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الاعلى في اليمن ، اولاً لتؤكد اهمية الدور الذي كان يلعبه الشهيد في إدارة معركة الدفاع عن اليمن ، وثانياً لتعطي فكرة واضحة عن الافلاس العسكري والأخلاقي الذي أصاب القتلة مجرمي التحالف الأميركي السعودي ، على خلفية فشلهم في هذه الحرب .

لقد كان لافتاً الدور الذي لعبه الرئيس الشهيد ، من خلال إدارة قدرات وجهود ابناء اليمن الشرفاء في معركة الدفاع عن اليمن في اصعب الظروف ، وبمواجهة تحالف اخطبوطي ، يملك – بالمبدأ – إمكانيات ضخمة في المال والسلاح والإعلام ، بالإضافة لامتلاكه سطوة غريبة على العديد من الدول و على منظمة الامم المتحدة ، و قد فرض الرئيس الشهيد نفسه في هذا الدور المميز من خلال قدراته التالية :

شخصيته وأخلاقه

– قد تكون الشهادة الأكثر تعبيرا عن مميزات الشهيد الرئيس صالح الصماد ، هي التي جاءت في الخطاب الاخير للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ، فانطلاقا من إيمانه والتزامه الديني الصادق ، تحمل الشهيد المسؤولية في إصعب الظروف وأخطرها ، و حيث كان فاهِما ومُدرِكاً لِحاجة الاعداء لتغييبه ، ولحتمية ذهابهم حتى النهاية في ملاحقته ، لم يتهرب من تحمل المسؤولية ، و واضعا شرف التضحية بحياته نصب عينيه ، لم يتأخر يوما في التواجد حيث يجب أن يكون ، قائدا لمعركة الدفاع و الصمود حتى النصر .

– مقارنة مع حكام ورؤساء سبقوه في منصبه ، من الذين استغلوا الموقع لتكديس الارصدة المالية وامتلاك العقارات والاستثمارات ، عاش الشهيد زاهدا فقيرا شريفا ، وحيث كان دائما قريبا من هموم الناس ومعاناتهم ، استشهد في أحد أحيائهم الفقيرة المعدومة المدمرة .

قدرته في ادارة المعركة في الميدان

– كانت دائما جولاته الميدانية في المواقع والجبهات الأكثر خطراً ، والتي كانت في الحقيقة تشكل المواقع الأكثر تأثيرا في مسار معركة الدفاع عن اليمن ، و حسّه الأمني والعسكري كان يدفعه دائما للتواجد في المكان الحساس وفي التوقيت المناسب ، وحيث امتلك مع السيد عبد الملك الحوثي نظرة استراتيجية ثاقبة ، كان لمشروع تطوير القدرة الصاروخية اليمنية والذي كان احد رواده ، دور فعال في فرض معادلة استراتيجية وفي تثبيت ونجاح معركة الدفاع عن اليمن .

– من خلال إيمانه بقدرة الشعب اليمني على الصمود والمواجهة رغم الظروف والإمكانيات المتواضعة ، كان من المتابعين الدائمين للوحدات العسكرية ، تدريبا وتجهيزا وتخطيطا ، وبحضوره الدائم لأغلب المناورات العسكرية من جهة ، و لاحتفالات تخريج قوات الامن المركزي أو عناصر القوات المسلحة ، استطاع البقاء على مسافة قريبة من تلك الوحدات ، مكَّنَته من قيادة وإدارة جبهات المواجهة و معارك الصمود في كافة ميادين القتال ، داخل اليمن او على جبهة ما وراء الحدود في المحافظات السعودية ، نجران وعسير وجازان ، حيث فرضت تلك الوحدات معادلة ميدانية استراتيجية لا يمكن تجاوزها .

إمكانياته السياسية والديبلوماسية في إدارة التفاوض والمعركة الخارجية

من خلال خبرته السياسية والديبلوماسية ، أدار مفاوضات الضغط والابتزاز التي كان يمارسها التحالف السعودي الاميركي ، ومن ورائه المجتمع الدولي ، على أبناء اليمن ، وحيث كانت تلك المواجهة الديبلوماسية مع مبعوثي الامم المتحدة او مع مبعوثي الدول الإقليمية والغربية ، تتزامن دائما مع المواجهة الميدانية على الجبهات ، من دون أن تختلف كثيرا عنها في شراستها وفي حساسيتها ، استطاع بقدراته و بثباته ، الصمود في وجه ضخامة الإغراءات وأشكال الابتزاز والضغط والتهديد والوعيد .

من خلال وعيه وحكمته ايضا ، ساهم مع السيد عبد الملك الحوثي ، في تخطي الجبهة الداخلية للقطوع الاخطر ، في ملف الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، وحيث كان مُخططا عبر هذا الملف توجيه ضربة قاضية لمعركة الدفاع عن اليمن ، عبر نشر الفتنة والانقسام الداخلي ، خرج الداخل اليمني أكثر مناعة وقوة وتماسكا .

وأخيرا ، بقدر ما كانت خسارة اليمن – دولة وشعبا وجيشا ولجانا شعبية – غير بسيطة ومؤلمة عبر استشهاد الرئيس الصماد ، بقدر ما ظهر اليمنيون متماسكين أشداء في المواجهة الكونية ضدهم ، و حيث برهنت هذه المدرسة اليمنية اللافتة التي وُلِد منها الرئيس الشهيد ، و التي صقلتها معمودية الحرب والصمود والميدان ، انها قادرة على خلق العديد من القادة الاكفاء ، يبدو ان رئيس المجلس السياسي الأعلى الجديد ، الرئيس مهدي المشاط ، سيكون البديل المناسب الذي سيقدم ، اولا لروح الشهيد التقدير الذي يستحقه ، عندما يبرهن ان لا شيء تغير في قيادة معركة ابناء اليمن ، و الذي سيقدم ثانيا للمجرمين أعداء اليمن ، الصفعة التي يستحقونها ، عندما يكتشفون أن الرئيس الشهيد صالح الصماد ما زال بطيفه وبروحه ، يقاتلهم كما يجب أن يُقاتَلوا .
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
هشام الهبيشان
اليمن … هل مات ضمير العالم ؟
هشام الهبيشان
عبدالملك العجري
العدوان السعودي الامريكي يصعد في جرائمه .
عبدالملك العجري
د.أسماء الشهاري
تخدير مؤقت
د.أسماء الشهاري
صلاح الدكّاك
ديسمبر آخر خائب في الحديدة
صلاح الدكّاك
زيد البعوه
أهداف العدوان باتت واضحة ومكشوفة
زيد البعوه
حِميَر العزكي
النخب والمشروع
حِميَر العزكي
المزيد