وفي حين كان يُتوقع أن يصل رئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، ورئيس الحكومة ومحافظ المصرف المركزي إلى عدن من الرياض، عاد رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي»، عيدروس الزبيدي، الذي يشغل منصب نائب رئيس «المجلس الرئاسي»، إلى المدينة بطلب أميركي. وقالت مصادر مقرّبة من «الانتقالي» إن عودة الزبيدي جاءت تنفيذاً لتفاهمات جرى التوصل إليها خلال زيارة قام بها إلى واشنطن في الفترة الماضية. ووفقاً لأكثر من مصدر في «الانتقالي»، فإن هذه التفاهمات تقضي بعزل عبد الملك، وتشكيل حكومة أخرى لإدارة الأزمات التي تعيشها المحافظات الجنوبية. وفي ظلّ غياب «الرئاسي» والحكومة عن عدن، يقيم السفير الأميركي في القصر الرئاسي (المعاشيق) في المدينة منذ أيام، ويمارس مهامّ رئيس «المجلس الرئاسي»، إذ عقد عدداً من اللقاءات مع قيادات مدنية وعسكرية تابعة لـ«الانتقالي» الذي يدير الملف الأمني لعدن، كما التقى السبت بعدد من المسؤولين الحكوميين، أبرزهم وزيرا الصحة والكهرباء ومحافظ عدن الموالي لـ«الانتقالي».
وفي تعليقه على ذلك، رأى رئيس المكتب السياسي لـ«مجلس الحراك الثوري الجنوبي»، مدرم أبو سراج، في حديث إلى «الأخبار»، أن «فاجن يتعمّد انتهاك السيادة الوطنية في المحافظات الجنوبية. وتعيد تحرّكاته إلى الذاكرة تحرّكات السفير الأميركي السابق في العراق، بول بريمر، في أعقاب الاحتلال الأميركي عام 2003». وأضاف أن «فاجن يتحرك كحاكم أميركي في جنوب اليمن وسط صمت مطبق من قبل الحكومة والمجلس الرئاسي، ويقوم بزيارة مرافق عسكرية وأمنية في المدينة برفقة عناصر الاستخبارات الأميركية من دون اعتراض من أي جهة»، محمّلاً «المجلس الرئاسي» وحكومة عبد الملك مسؤولية التفريط في السيادة الوطنية. واعتبر أبو سراج أن زيارة فاجن لـ«عدن تعكس ضعف ووهن تلك الحكومة التي تلتزم الصمت إزاء استباحة المحافظات الجنوبية من قبل القوات الأجنبية»، متابعاً أن «ما يقوم به السفير الأميركي منذ أيام في عدن، يأتي في إطار تبادل الأدوار بين دول الاحتلال لتدمير مقدّرات الجنوب واستكمال السيطرة عليها، ومن ضمنها موانئ عدن وجزيرة ميون ومضيق باب المندب وجزيرة سقطرى، ولا سيما في ظل تراجع دور السفير السعودي، محمد آل جابر، منذ أواخر نيسان الماضي». وأعرب أبو سراج عن اعتقاده بأن «التحركات الأميركية الأخيرة المتزامنة مع استمرار الاحتجاجات الشعبية في شوارع عدن جراء انهيار الخدمات وتدهور الاقتصاد، تعكس مخاوف أميركا وكلّ دول العدوان والاحتلال، من تصاعد نطاق تلك الاحتجاجات، بعد أن رفع المشاركون فيها سقف المطالب برحيل دول الاحتلال وخروج كلّ القوى الأجنبية من المحافظات الجنوبية».