ملخص: يتصاعد الحديث عن الخلافات الإماراتية السعودية الممتدة منذ أكثـر من 6 أشهر، فبعد صدور تقرير «تقدير موقف» عن مركز أبحاث «مجموعة الأزمات الدولية» (الأوروبي) في تاريخ 12 يوليو الجاري بعنوان: «المصالحة الخليجية العربية تخفي التوترات المتصاعدة»، للمحلل المختص بالخليج آنا جاكوبس، التي تناولت الخلافات الخليجية عموماً بما في ذلك الخلافات بين السعودية والإمارات، أثارت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية قضية الخلافات بين السعودية والإمارات يشكل خاص، بمادة تحليلية مزودة بتصريحات المصادر الخاصة بعنوان: «أفضل الأصدقاء: ولي العهد السعودي يصطدم برئيس الإمارات». في تاريخ 12 يوليو 2023م.
الخلافات السعودية الإماراتية، متعلقة بقضيتين الأولى اقتصادية وهي نتيجة للتنافس الاقتصادي بين البلدين مع مساعي السعودية جذب الاستثمار إليها على حساب الإمارات وتخفيض إنتاج النفط الذي يتصادم مع المصلحة الإماراتية، وكذلك مشاريع السعودية الاقتصادية التوسعية في اليمن بما في ذلك مد أنبوب نفط والسيطرة على ميناء المكلا الذي ترى الإمارات أنه بات في يدها وكذلك خسارتها مطار الريان في ذات المحافظة.
الخلاف الآخر سياسي، متعلق بمساعي السعودية لإدارة الخلافات مع إيران واليمن، بمعزل عن الإمارات، فيما الإمارات ترغب بالمشاركة في هذه الملفات بالضرورة، إذ تريد وضع مسألة الخلاف على الجزر مع إيران، وكذلك مستقبل وجودها في سواحل اليمن، ضمن أجندة المباحثات أو ضمن الصفقات المُفترضة.
بحسب الصحيفة الإماراتية، فإن درجة الخلافات بين البلدين وصلت إلى التهديد السعودي وتقترب من الوضع الذي سبق إعلان القطيعة مع قطر، وترى الصحيفة نقلاً عن المصادر أن هناك فقدانا للثقة بين الطرفين.
كانت آخر مؤشرات هذه الخلافات، عدم زيارة ابن زايد إلى السعودية للمشاركة في القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى، وتغيبه عن حضور القمم السابقة بما فيها القمة العربية والقمة الخليجية الصينية.
يَظهر أن الصراعات الأخيرة في جنوب وشرق اليمن، اللقاء التشاوري التابع لـ»الانتقالي» واجتماع جمعيته العامة ولاحقاً تشكيل مجلس حضرموت، والسعي لتشكيل مجلس شبوة، كلها في إطار هذه الخلافات التي تدفع كل بلد إلى قطف ثمار عدوانه بشكل منفرد.
بحسب الصحيفة، فإن الخلافات حول اليمن، «جعلت الإمارات تقف ضد مساعي التوصل لاتفاقية سلام». وبشكل عام فإن الخلافات بين البلدين، ستنعكس على اليمن، وفق سيناريوهات مختلفة.
قد تدفع هذه الخلافات وتعقدها أحد البلدين إلى عقد صفقة منفردة مع صنعاء والعمل على ضمان علاقات ومصالح آمنة والتخلي عن شريكه، أو كجزء من المناورة كما فعلت قطر سابقاً.
قد تدفع إلى احتدام الصراع في المناطق الجنوبية والشرقية والغربية اليمنية، بين المليشيات التابعة لهذه الدول، وقد تدفع إلى فتح القوات التابعة للانتقالي جبهات مع الجيش اليمني، وبالتالي التأثير على مسار الهدنة، وازدياد مخاطر تمزيق اليمن، ويبدو أن هذا السيناريو هو السائد حالياً.
من الوارد أيضاً أن تتم تسوية معينة بين البلدين، فقد لا تصل إلى نقطة اللارجعية، إلا أن استمرار تناقض المصالح، يعني أن الخلافات بذاتها ستستمر وإن تغيرت طريقة التعبير عنها أو تم إدارتها وتلافي الانفجار.
ملخص لأبرز الخلافات الواردة في المادتين.
أفضل الأصدقاء: ولي العهد السعودي يصطدم برئيس الإمارات
المصدر: «وول ستريت جورنال» 12 يونيو 2023م
• «أزمة بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الإماراتي محمد بن زايد منذ ديسمبر الماضي بشأن من له الكلمة العليا في شؤون الشرق الأوسط».
• «ابن سلمان لصحفيين سعوديين: الإمارات طعنتنا في الظهر».
• «محمد بن زايد يشعر بالغضب من أن محمد بن سلمان قادر على تجاوزه ويقول مسؤولون إماراتيون إن السعوديين ارتكبوا بعض التجاوزات بحقهم».
• «محمد بن سلمان استدعى الصحفيين المحليين وأبلغهم أنه أرسل قائمة مطالب إلى الإمارات وإن لم تعد أبوظبي للصف فستقابل بإجراءات عقابية كما جرى مع قطر في 2017».
• «محمد بن سلمان أبلغ الصحفيين أن عقابه للإمارات إن لم تعد للصف الخليجي سيكون أسوأ مما فعله مع قطر».
• «الرياض وأبوظبي تبادلا قائمة المطالب بينهما وحذر محمد بن زايد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأن أفعاله تقوض العلاقات بين البلدين».
• «اتهم محمد بن زايد ولي العهد السعودي بالاقتراب الشديد من روسيا بسياساتها النفطية واتباع خطوات محفوفة بالمخاطر مثل الاتفاق الدبلوماسي الذي وقعه مع إيران دون التشاور مع الإمارات».
• «طحنون بن زايد زار السعودية 6 مرات دون أن يلتقي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حتى توسطت له الولايات المتحدة».
• «محمد بن سلمان قال لطحنون إن الإمارات لا ينبغي أن تعطل محادثات وقف إطلاق النار في اليمن التي يقودها السعوديون ووعد بتقديم تنازلات للإمارات، كما قال المطلعون لكن ولي العهد السعودي أخبر مستشاريه في ما بعد أنه لا ينبغي عليهم تغيير أي من سياسات السعودية تجاه الإمارات قائلا: لم أعد أثق بهم».
• «في مرحلة ما كانا قريبين من بعضهما البعض، لكن الرجلين الآن، السعودي المعروف بـMBS والإماراتي المعروف بـMBZ لم يتحدثا معا منذ أكثر من ستة أشهر، كما قال أشخاص مقربون منهما، وامتدت نزاعاتهما الخاصة إلى العلن».
المصالحة الخليجية العربية تخفي التوترات المتصاعدة
مجموعة الأزمات الدولية 12 يوليو 2023م
• «أصبــــــح السعوديــــون والإماراتيون أكثر صراحة في خلافاتهم حول الحرب في اليمن».
• «خاضت القوات اليمنية المتحالفة مع الإمارات معركة مع القوات المرتبطة بالسعودية في عدة أجزاء من اليمن ، بما في ذلك حضرموت».
• «استبعدت المحادثات السعودية مع أنصار الله في اليمن، دولة الإمارات وحلفاءها».
• «السعوديون يسعون إلى الإطاحة بالإمارات العربية كوجهة سياحية واستثمارية أولى في الخليج».
• ظهرت خلافات السعودية والإمارات علناً حول سياسة الطاقة في يوليو 2021م وأكتوبر 2022م، عندما أرادت الإمارات، تماشياً مع طلبات الولايات المتحدة، زيادة إنتاج النفط، شعرت أبوظبي بالإحباط بسبب مسعى أوبك + بقيادة السعودية لخفضها بدلاً من ذلك.
• «دبلوماسياً، تجاهل البلدان أحداث بعضهما البعض: اختارت المملكة العربية السعودية عدم حضور اجتماع القادة العرب في أبوظبي في يناير 2023، بينما أرسلت الإمارات ممثلين على مستوى أدنى إلى المؤتمرات في الرياض، بما في ذلك قمة الصين في ديسمبر 2022م وقمة الجامعة العربية في مايو».
* نقلا عن : لا ميديا