كما لو كان تصريح الدب الداشر والسفاح ابن سلمان للصحفيين بأن الإمارات طعنته في الظهر رؤية سياسية جديدة ونهجاً مختلفاً عما سبق، وقطيعة في العلاقات بين قطيع من النعاج داخل أسوار الزرائب المقفلة بالمصالح الأمريكية والبريطانية والصهيونية!
أنظمة كرتونية قزمية صغيرة وضالة وعائمة فوق مياه عفنة راكدة، مياه استعمارية متوحشة. أنظمة اعتادت الصراعات الثانوية طيلة عقود مضت، اعتادت الصدام والخلافات الهامشية في كثير من الملفات؛ إلا أن المصالح المشتركة، وهى كثيرة، والظروف التي حكمت تلك الفترة، كانت تساعد في إبقاء خطايا الطرفين في صندوق أسود مقفل، والخسائر المترتبة على ذلك تعتبر خسائر جانبية بفعل «نيران صديقة»، في حين أن مآلات الظروف المستجدة بعد أن وصل الصراع إلى مستوى متقدم بات الحديث عن «طعنة الظهر» أمراً متوقعاً، حيث هدد ابن سلمان الإمارات بأنها إذا لم تتماشَ مع سياسة السعودية والتحالف العدواني فإن مملكة الشر مستعدة لاتخاذ خطوات مثلما فعلت ضد قطر في عام 2017 بالمقاطعة الخليجية السياسية والاقتصادية، بل سيكون الأمر أسوأ مما فعلته بقطر. وحذر ابن سلمان بأنه لن يقبل أن يكون هناك شريك له في السيطرة والنفود واستغلال ثروات البلدان المجاورة كما تفعل الآن الإمارات في جنوب اليمن المحتل.
واستعرض ابن سلمان قوته الضلالية وقدرته على المزيد من الهيمنة والعنف والهمجية والعدوانية تجاه بعضهما البعض، وأيضاً تجاه المنطقة بشكل عام، واليمن بطبيعة الحال هو خط الجبهة الأول والنصيب الأكبر من العدوان والاستحواذ، حيث تخطط السعودية لمد خط أنابيب من المملكة إلى بحر العرب عبر محافظة حضرموت، مع إقامة ميناء بحري في المكلا، بينما تهدد القوات المدعومة من الإمارات تلك الخطط.
تصريح ابن سلمان البائس والسمج والمشتت والهمجي لم يكن نهجاً في تغيير معالم الطريق الذى من المفترض أن يفضي إلى وقف العدوان والحصار، بل هو تقاتل واشتباكات بين صقور قذرة جائعة تتهافت على الجيفة والنفايات المتعفنة وبقايا أحشاء الأسماك وغيرها من الحيوانات الميتة. تصريح السفاح ابن سلمان عن الغدر والخيانة والعدوان وكأنه لم يتخلَّ عن اتفاقيات الهدنة والسلم، وكأنه لم يعتدِ على أمة ويحاصر شعباً ويسفك الدماء والأرواح، ويمارس كل أنواع التعذيب طوال 8 سنوات! تصريح لم يشفع له للخروج من الاغتراب والإحساس بمركب النقص، تصريح ينخر فيه الشك ومظهر من المظاهر الكثيرة المبتذلة والمنحطة للدب الداشر، الذي لم يكن قادراً على النهوض بأعباء المهام الملقاة على عاتقه.
لقد أضحت مملكة الشر أطلالاً خربة بعد هزيمتها العسكرية والاقتصادية أمام رجال الرجال، هزيمة جعلتها تتخلى عن حماية مواطنيها من موجات الأزمات الفاحشة والمندلعة في الحياة المعيشية، فلا يتوقع أحد أن يتحول هذا البلد المالك لأضخم ثروة نفطية في العالم، وفي ظل مملكة الشر السعودية، أن يكون حامي حمى التجارة العالمية ولصالح قوى الخير في العالم، وأن يتضامن مع قوى محاور المقاومة العالمية ضد شر «الناتو» بقياده أمريكا؛ لأن نزعته الشريرة للسيطرة والاستئثار وجني الأموال وبسط النفوذ وشهية ابتلاع حقوق الآخرين متأصلة في النظام السعودي البشع والجشع، نظام جعل الأمور تتفاقم وتصل إلى هذا الحد المأساوي، ومن يمارس العدوان والنهب مستحيل أن يمارس الأمن والعدل والسلام.
* نقلا عن : لا ميديا