د.عرفات الرميمة
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
د.عرفات الرميمة
نقد الفكر الغربي المعاصر"2-2"
نقد الفكر الغربي المعاصر"1-2"
قادمون يا صنعاء ... على صفحات الفيس بوك
عن موت المثقف .. مزج أول
الفكر الوهابي وثقافة قتل الأحياء والأموات
الوهابية والجذور الفكرية لثقافة الموت
أسلحة الدمار الشامل : عن القنبلة البدوية
عن العوّر المناطقي : أو التفكير بعقلية الضفادع
هم مرتزقة ومقاولة وليسوا أكثر من ذلك
السعودية وأسرائيل : جوارب وحذاء تفصلهما مساحة

بحث

  
عندما تتقيّح الأنا : عن الثقافة المزورة والوعي المزّيف
بقلم/ د.عرفات الرميمة
نشر منذ: 8 سنوات و 6 أشهر و 4 أيام
الخميس 19 مايو 2016 08:30 م




بإمكاني القول ان الثقافة هي الطريقة التي يمارس بها كل مجتمع طقوسه في الحياة 
وهي التي تكسبه هويته وتميزه عن المجتمعات الاخرى ، بيد اني سأقتصر على المفهوم الذي ينظر للثقافة كحالة فكرية يغدو معها الانسان مثقفاً عندما يحاول ان يصعد نحو فكرة الكمال لإنجاز طموح إنساني ، اي عندما يفكر المثقف للإنسانية جمعاء بها ولها ومن اجلها . 

وبدون هذا الفهم الإنساني لدور المثقف الذي يجعل من الانسان - المكرم بأصل الخلق وليس المضاف اليه نكهات بشرية كاللون والعرق واللغة والدين والمذهب والوطن والحزب - محوراً لكل إبداعاته الفكرية والثقافية ويعتمد على العقل والمنطق - وليس العاطفة والمناطقية - تكون الثقافة مزورة وأداة لتزييف الوعي وليس لتنويره .  

يا صديقي : كل فعلِ يركن للعاطفة ويستند عليها هو ردة فعل غير مأمونة العواقب وتأتي ثمار نتائجه نيّة غير ناضجة ويمكن أن نغفر للأطفال ارتكانهم للعاطفة في تسير أمور حياتهم ظناً منهم - وظنهم كله أثم - أنها اوتوستراد آمن للوصول السريع ، أما أن يستخدم المفكر والمثقف العاطفة في تعاطيه مع الأمور المفصلية الفارقة في تقرير مصائر الأغلبية الساحقة - التي تستثيرها العاطفة وتدغدغ مشاعرها - كتكتيك آني ولحظي ويضرب بالعقل الاستراتيجي خلف الحائط فتلك الطامة الكبرى التي تؤدي الى نتائج كارثية على المستوى الآني المنظور والبعيد المرتقب .

ذلك ما حدث بالضبط لللمثقف - الطفل - الذي لم ينفطم من المناطقية - وجعلها بديلاً عن المنطق -عندما ضيق حدود أفكاره وأطلق العنان لعواطفه وظل يمص أصابعه ويتغذى منها وهم العاطفة بدل حليب العقلانية .

فالمثقف الذي يظن ويعتقد أن تعز أهم من اليمن -وأن الفرع يمكن أن يطغى على الأصل ويتجاوزه - هو واهم ويعيش حالة مراهقة فكرية لا يرى فيها سوى أناه المريضة ، فاليمن من دون تعز هي اليمن وتعز من دون اليمن مدينة بلا وطن ، وفرع مقطوع عن أصله سيضمر لاحقا ومدينة مزدحمة ومتخمة بأبنائها . 

صديقي مدعي الثقافة : هل تعلم أنك كلما ضيّقت دائرة أفكارك وانتمائك كلما رجعت الى نفسك وأناك لترى أنك أفضل من الآخرين وتثقفت بثقافة ابليس الذي قال ( أنا خير منه ) وكان اول مثقف على وجه الارض يتباهى بثقافته على الأخرين وقد أثبت له الله - وللملائكة - أن آدم أكثر علما وثقافة منهم جميعا - ولا يزال إبليس حتى اللحظة مطرودا من رحمة الله بسبب ثقافته الزائفة وغروره الأحمق . 

فعندما تتعصب لمدينتك تعز وتراها أهم من الوطن وتظن - وظنك كله أثم - أنك مثقف ثوري ومقاوم - لجيشك الوطني فقط - وترحب بوقاحة وقلة حياء بالغازي والمحتل وتعتبره محرراً ويزين لك شيطانك الداخلي - المناطقي ، المذهبي ، الحزبي - انك على الحق وتدعمه شياطين الجزيرة والحدث الأكبر من العربية في ذلك التزيين ولا تعرف أنك أنزلقت الى المناطقية الضيقة التي سوف تجعلك ترى فيما بعد مديريتك - في إطار مدينتك - أولى بالتعصب لها من بقية المديريات وقريتك في إطار المديرية أهم من باقي القرى وأسرتك في إطار القرية أهم من باقي الأسر وأنت في إطار أسرتك أهم من باقي إخوتك ، ضيقت الدائرة ولم تبقِ فيها سواك وسوف ترى أنك خير من الجميع لأنك مثقف والآخرون ليسوا هم الجحيم - كما قال سارتر زعيم الوجودية - بل ليذهبوا الى الجحيم كما تقول نفسك الأمارة بسوء الثقافة .

وهل تعلم يا صديقي المثقف أن لا فرق بين من يتباهى بالعِرق الذي ينتسب اليه ومن يتباهى بالمدينة التي ينتمي اليها ، سوى أن الأول يتباهى بأشرف إنسان والثاني يتباهى بأوضع جماد . وهل تعلم أيضاً أن الإنسان هو من ينسج خيوط الثقافة وليست هي التي تحيك إنسانية الانسان ، فقد وجدت الثقافة من أجل الإنسان ولم يوجد الإنسان من أجلها . 

وبعد ذلك يمكن أن تسأل نفسك :
ما فائدة الثقافة المزورة التي تقلب الحقائق وتزييف الوعي ؟ إنها عملة رديئة مزيفة تروج لبعض الوقت فقط ولن تستمر طويلاً .
وماذا يفيد تعز لو كسبت كل ثقافة الدنيا وخسرت خيرة أبنائها ؟ وفقدت أنتمائها الوطني وأصبحت مدينة بلا هوية .
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالله علي صبري
أراجوزات على مسرح المفاوضات ..
عبدالله علي صبري
د.عرفات الرميمة
سحل الثقافة و....ثقافة السحل
د.عرفات الرميمة
عبدالباسط النوعة
جرائم عديدة ارتكبها العدوان بحق تراث اليمن الثقافي
عبدالباسط النوعة
حياة إبراهيم
الإعلام بين النزيف والتزييف
حياة إبراهيم
وليد الحسام
التفاوض والتحاور ..بين دلالة المصطلحين واستخدامهما وفقاً للمعايير السياسية
وليد الحسام
د.عرفات الرميمة
الصمت عار : عن المثقف أعزكم الله
د.عرفات الرميمة
المزيد