في البداية ابدأ مقالي هذا بحمد الله وشكره على وجود قيادة يمنية حكيمة ورشيدة وقوية ومهابة تدير شئون بلدنا اليمني، في أخطر عصور الانبطاح وفي زمن التبعية وزمن الإرتهان وفي مرحلة من أتعس مراحل تسيد أنظمة الطغيان و الذل والهوان ، و اعتقد ان اغلبنا اليوم استمع لكلمة فخامة الرئيس مهدي المشاط أمام قبائل حاشد وبكيل في محافظة عمران ، والتي برزت فيها صورة الهيبة والقوة والحكمة والرشد والمعلومة التي تتمتع بها القيادة الثورية والسياسية والعسكرية والأمنية اليمنية في مواجهة دول وجيوش العدوان والحصار وأدوات الخيانة والعمالة والارتزاق ، مؤكدا على مجموعة من الأساسيات الثابته التي تنتهجها القيادة اليمنية لمواجهة دول العدوان والحصار ، شارحاً عدد من الأحداث والمواقف الواقعية، بدأها بتقديم معلومة تجربة جديدة للقوات الصاروخية اليمنية ، دقيقة الإصابة شديدة المفعول في عرض البحر الأحمر ضد سفينة للجيش تابعة الامريكي مباشرة، مؤكدا طرد عدد من سفن اللصوص التي تقوم بنهب الثروات اليمنية من ميناء عدن وتحذيرها بالقصف اذا حاولت ذلك ، شارحا معرفة القيادة التامة بتفاصيل مخططات دول العدوان والحصار وادواتهم ومرتزقتهم التي تديرها السفارة الأمريكية في الرياض..
وتطرق فخامة الرئيس إلى مسألة الرواتب وكيفية ان بعض المزايدين قاموا بتبرئة العدو من التزامه بها بعد ان اعترف والتزم بدفعها، وهنا ومن باب الوعي و الفهم والادراك للرسائل التي قدمها الرئيس المشاط في كلمته ، يجب علينا اولا التوكل والاعتماد على الله أولاً وأخيراً ، اما من جهة تحمل المسئوليه فهي نصيحة للشعب اليمني الحر من بوابة كفاءة توظيف العقول و الموارد على الأقل ، لقرأة المشاهد كامله ، بكافة أبعادها وجوانبها ، المشهد الديني و المشهد العسكري والمشهد الاجتماعي والمشهد الإعلامي والمشهد السياسي والمشهد الاقتصادي والمشهد الشعبي و القبلي… الخ ، طبعا هناك من يكتفى فقط بقرأة المشهد السياسي ويبني عليه الأحكام ويريد النتائج التي تتوافق مع هوى نفسه سياسيا ، وحتى لو سلمنا و افترضنا ان المشهد السياسي هو المشهد الملم بباقي أبعاد وجوانب المشاهد الأخرى هذه الايام ، فإنه حتى المشهد السياسي نفسه إذا لم نقرأه جيدا من جميع الجوانب والابعاد ، فلا يمكننا فهمه ولا يمكننا تغييره للأفضل ..
بمعنى إن الحرب القادمة علينا هي حرب عقول ووعي وحرب قيم واخلاق وحرب مشاريع ورؤى ، حرب تختلف عن ما سبقها في السنوات السابقه من حروب عسكرية وأمنية وأقتصادية ، و اليمن وحدها في هذة الحرب ، لذلك ومنذ هذه اللحظه علينا ان نطرح سؤالا على أنفسنا دائما وابدا ، ماذا يفيد إذا ربحنا في المكايدات السياسه فقط كما يحدث في استغلال موضوع الرواتب للمزايدة سياسيا ولو حساب خذلان اصدقائنا وخدمة عدونا ، وخسرنا ديننا و اقتصادنا وقيمنا واسلافنا واعرافنا و شعبنا وأمتنا ..؟!! ، والاجابه سوف نجدها اذا ادركنا جيدا ان مثل هذه الحروب عندما لا تحقق أهدافها الاستراتيجية ، فهي حروب خاسرة وقاتله ، والاجابه الادق هي انه علينا ان نخترع مؤشر أوتوماتيكي لفلترة الأقوال والكتابات الإنشائية الفارغه ومواقف الرغي ، فمن ناحية نوفر قوة عمل وحركة ونشاط ووعي وقيم لمواجهة كافة حروب الأعداء، ومن ناحية ثانية قد نوفر على البعض الوقت والمال التي تصرف لعشاق ونجوم البطولات الوهميه التي تخدم عدونا..
إن خطاب فخامة الرئيس أمام قبائل حاشد وبكيل في محافظة عمران وتعديدة لمناقبهم التاريخية يعد تحشيد بحد ذاته للحرب العسكرية القادمة اذا تطلب الامر في أيتها لحظه، وهو تحشيد عقلي للوعي اليمني كله لمعرفة أساليب وطرق العدو في حروب تدمير العقل الوعي ومسخ القيم والأخلاق وإفشال الرؤيه والمشروع ، ومن واجبنا ومسئوليتنا هنا ان نقول للكاتب الذي يزين الوهم للقارئ ، انه أكثر تدميرا للعقل من الإعلانات التي تصور السلعه التجارية السيئة بإنها أفضل سلعة في السوق ، وان القبيلي الذي يهين أعراف وأسلاف القبائل ، أكثر تفاهه من الحداثي الذي يروج لحرية الإنحطاط والسفاله ، وان المثقف الذي يبيع الوهم للناس ، أكثر خطورة من التاجر الذي يبيع بضاعة منتهية الصلاحية ، وان السياسي الذي يكذب ليضلل شعبه ، أكثر خيانة من المرتزق المرتمي في أحضان عدو وطنه ، وان الجاهل الذي يوهم أصحابه وقبيلته وشعبه وأمته ويضلل على قيادته ورئيسه بإنه من وطني او من أتباع المسيرة القرآنيه، بينما هو يعمل بعلمه او بدون علمة لنجاح مخططات السفارة الامريكية بالرياض ، انه أسوأ وأتعس خلق الله وأكثرهم كذبا على الله ورسوله والمسيرة والقائد والرئيس والشعب ، وعليه لعنة الله ورسوله والناس أجمعين من اليوم إلى يوم الدين..