أبو رأس صفق لكم إلى أن وصلتم إلى حافة الانهيار وفقدتم صيتكم وحاضنتكم الشعبية، ثم تبرأ منكم. وبعد أن وصلت مهمة تشويه المسيرة وإحراق شعبيتها وإثارة السخط المجتمعي إلى الذروة، ألقى خطاباً نارياً ساند فيه السيد القائد (حتى لا يُقال بأنها فتنة جديدة على غرار فتنة ديسمبر)، واشتكى من الوضع المزري (الذي ساهم فيه عمليا وبالتصفيق)، وطالب بالتغييرات الجذرية، بعد أن علم أنها قادمة لا محالة، حسب وعد من لم ولن يخلف وعده، بمعنى أنها محاولة لركوب الموجة الجديدة لا أكثر.
وفق معادلة الدخول في الربح والخروج من الخسارة، لا يجب على رئيسنا أن يلتفت إلى ما قاله وينشغل بالرد عليه.
الالتفات للشعب هو الأهم والأجدى، ولا يمكن أن يتم تصحيح مؤسسات الدولة وتحسين الوضع المعيشي والوضع الخدمي إلا بإقالة الفاسدين ومحاسبتهم وتعيين بدلاء لهم أشخاص يتمتعون بالكفاءة والنزاهة.
هذه الخطوة وحدها كفيلة بتحقيق كل الأهداف المرجوة. فمصفوفة التصحيح المالي والإداري والقانوني وحل كل الإشكاليات التي تعاني منها كل الجهات الحكومية، والمضي قدما نحو التحديث والتطوير وفق الممكن والمستطاع لا يمكن أن تنفذ بالوجوه نفسها التي أدت إلى الوضع المزري.
العدو ينتظر لحظة الغليان الشعبي ليشعل كل الجبهات مستغلا انشغالكم بالوضع الداخلي.
تماسك الجبهة الداخلية مرهون بإقالة الفاسدين. أحرقوا كرت العدوان الأخير وأفشلوا مخططاته بسرعة التصحيح.
* نقلا عن : لا ميديا