آخر الأخبار
طه العامري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
طه العامري
فلسطين.. قضية في ذاكرة العالم
الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتحديات الماثلة أمام محور المقاومة
"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا؟!
ماذا وراء الحراك الدبلوماسي العربي والدولي..؟
فلسطين.. قضية في ذاكرة العالم
فلسطين.. الصهيونية والتآمر الدولي..؟!
تصفية القضية الفلسطينية.. مشروع أمريكي ؟!
الصهيونية والصهاينة..؟!
مرة أخرى عن العرب و"فوبيا إيران"..!
الغطرسة الصهيونية والنفاق الدولي

بحث

  
ماذا وراء الحراك الدبلوماسي الروسي..؟!
بقلم/ طه العامري
نشر منذ: 4 أشهر و 29 يوماً
الأحد 10 ديسمبر-كانون الأول 2023 01:52 ص


حركة دبلوماسية مكثفة تقوم بها روسيا الاتحادية تزامنا مع العدوان الصهيوني على الشعب العربي في فلسطين، وتزامنا مع خفوت الحماس الأمريكي _الغربي في ما يتعلق بالحرب الروسية _الأوكرانية، التي فقد الغرب حماسه تجاهها بعد أن استنزفت هذه الحرب الكثير من قدرات المنظومة الغربية تحت ضغط أمريكي، غير أن هذا الضغط كما يبدو فقد أثره بعد أن أصبحت أوكرانيا مصدر أزمة داخلية أمريكية بين الحزبين الرئيسيين الديمقراطي والجمهوري.
تحركات روسيا خلال الـ48 ساعة الماضية كانت ملفتة ومثيرة للتساؤلات أيضا، إذ قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة كل من الإمارات العربية المتحدة وعقد لقاءات مكثفة مع قادتها ، ثم انتقل منها لزيارة العربية السعودية والتقى بقادتها، ثم عاد لموسكو ليلتقي ولي عهد سلطنة عمان ذو يزن بن هيثم، وبعده التقى مباشرة بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، هذه التحركات تحمل الكثير من المؤشرات التي تعبر عن حراك جيوسياسي تخوضه موسكو، ظاهره المعلن تعزيز الشراكة الاقتصادية، غير أن لها أبعاداً سياسية وجيوسياسية مرتبطة بالمتغيرات الدولية واستراتيجية محاور النفوذ الساعية إلي تشكيل عالم متعدد الأقطاب يحل محل هيمنة القطب الواحد الذي مارسته واشنطن طيلة العقود الثلاثة الماضية، بعد انهيار مرحلة الثنائية القطبية التي كانت سائدة حتى عام 1990م، وانتهت بسقوط المعسكر الاشتراكي وتفكك الاتحاد السوفييتي..
بمعزل عن التصريحات المعلنة التي صدرت عقب زيارة الرئيس بوتين للإمارات والسعودية، فإن ما عكسه لقاء بوتين مع ولي عهد سلطنة عمان، الذي تطرق علنا عن رغبة بلاده في عالم متعدد الأقطاب وإسقاط نظام هيمنة القطب الواحد، فإن في هذا التصريح ما يدل على أن روسيا أخذت الخطوة باتجاه فرض قيم نظام دولي جديد يحل محل النظام الدولي الراهن الذي تسيطر عليه وتتحكم بأحداثه أمريكا وتجر خلفها قسرا دول الترويكا الأوروبية التي وجدت نفسها مجبرة على التميز عن المسار الأمريكي لعوامل قهرية متصلة بأوضاعها الداخلية، التي برزت كنتاج للحرب الأوكرانية التي أجبرت دول الترويكا الأوروبية على مجاراة واشنطن والاصطفاف خلفها في مواجهة روسيا، الأمر الذي أثر على أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية وأفقدها علاقتها الخارجية وأثر على نفوذها وتأثيرها على المسرح الدولي..!
بيد أن الدبلوماسية الروسية تبدو وكأنها – بتحركها اللافت والمثير للتساؤلات – تضع اللمسات الأخيرة لميلاد العالم الجديد وأن ثمة أنظمة إقليمية عربية تمردت على الضغوطات الأمريكية واتخذت مسارات بديلة قريبة أو تتناغم مع طروحات روسيا والصين في عالم متعدد الأقطاب ونظام عالمي جديد يكون أكثر عدلا في التعاطي مع القضايا الدولية، لأن ما تركه نظام (العولمة) من مآس في الذاكرة الإنسانية، فيه ما يكفي لأن يبحث المجتمع الدولي عن فرص الاستقرار والانتصار للكرامة الإنسانية التي امتهنتها قيم العولمة والهيمنة الإمبريالية، ويبدو أن موسكو تسعى مع قوى إقليمية فاعلة في المنطقة لتكريس مفاهيم النظام الدولي الجديد الذي سيولد كما يبدو من أنقاض العدوان على قطاع غزة الذي أسقط عن أمريكا والمنظومة الغربية آخر أوراق التوت التي كانت تستر عوراتهم، كما أن هذا العدوان الإجرامي والمتوحش مؤهل لأن يدق آخر مسمار في نعش النظام الدولي الذي تديره وتتحكم به أمريكا، لكن يبقى التساؤل هو: هل هناك دور غير معلن لأقطاب العالم الجديد فيما يتعلق بإيقاف حرب الإبادة على الشعب العربي في فلسطين..؟!
أم أن انتهازية القوى العظمى تجتر مآثر بعضها وتسعى لتحقيق مكاسبها على أشلاء الشعوب المقهورة..؟!
الأمر الأهم في هذا الحراك، هو المدى الذي قد تذهب إليه أنظمة الخليج بعيدا عن الأجندة الأمريكية الغربية، وهل فعلا تملك هذه المكونات القدرة على التوجه شرقا دون أن تدفع ثمن هذا التوجه لحلفائها التقليدين، وأن في مقدورها امتصاص غضب أمريكا وبريطانيا.. وأقصد هنا السعودية والإمارات اللتين ترتبطان بشراكة اقتصادية مع روسيا والصين وعلاقات تأخذ أبعاداً استراتيجية، وماذا عن ايران الحليف الاستراتيجي الأهم لروسيا والصين في المنطقة والقوى الإقليمية الحاضرة في مسرح الصراع الجيوسياسي، وأحد أهم الأطراف الإقليمية الفاعلة في ملحمة تأسيس النظام الدولي الجديد..؟
الأيام القادمة كفيلة بتفسير دوافع وأهداف هذا الحراك الدبلوماسي الروسي وما سيترتب عليه من غايات.

*نقلا عن :الثورة نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
طاهر محمد الجنيد
أهمية بناء الشباب لمواجهة تحديات العصر
طاهر محمد الجنيد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
مرتضى الجرموزي
الجولةُ الرابعة والقادمُ أعظم
مرتضى الجرموزي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
رشيد الحداد
صنعاء ترقب «المتوسط»: الاستهداف آتٍ
رشيد الحداد
مقالات ضدّ العدوان
هاشم أحمد شرف الدين
الإرهاب أمريكي قبل الفيتو وبعده
هاشم أحمد شرف الدين
طه العامري
اليمن.. بين موقف صنعاء وموقف المرتزقة ..!!
طه العامري
وديع العبسي
فيتو أمريكا لقمة الرياض
وديع العبسي
شرف حجر
الهُدن المشؤومة
شرف حجر
عبدالملك سام
العاقبة لفلسطين
عبدالملك سام
مجاهد الصريمي
هكذا قال النهج
مجاهد الصريمي
المزيد