مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
جهاد الحفاظ على مكاسب الجهاد
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: شهرين و 6 أيام
الأحد 25 فبراير-شباط 2024 08:36 م


لطالما كان إحساس المؤمنين العاملين في سبيل الله بالقوة والمنعة، نتيجة خروجهم من حالة الضعف وانعدام الوزن، إلى حالة الامتلاء بمعاني العزة والكرامة، بعد أن قطعوا المسافات الطويلة، والدروب المضنية، جهاداً وتضحيةً وصبراً واستقامةً، في مواجهة الأعداء والظالمين المستكبرين الرافضين للحق وأهله، وحققوا الانتصارات عليهم تلو الانتصارات؛ دافعاً لكثير من هؤلاء العاملين في سبيل الله، الذين أصبحوا في بحبوحة السلطة، ولهم علو الدرجة والمكانة؛ إلى الاشتغال بقضاياهم وشؤونهم الداخلية، والتفرغ التام لأنفسهم، وتسخير كل ما لديهم من سلطة وقوة ومكانة ونفوذ لإشباع غرائزهم، وتحقيق أهدافهم الشخصية، وبلوغ كل ما يدفعهم إليه الهوى من أطماع ومكاسب مادية ومعنوية، كيف لا وقد تنامت في دواخلهم واتسعت عوامل البحث عن كل ما من شأنه أن يحقق لذواتهم الراحة والنعيم والسعادة والثراء والأمان، بعد أن تيقنوا من زوال الخطر الخارجي، وشعروا أن لا قدرة لأحد على زحزحتهم من أماكنهم ومقاماتهم أياً كان؟!
من هنا تبدأ الاختلالات، وتتعاظم الفروق والتمايزات بين العاملين، وتسود القطيعة بينهم وبين المشروع والقائد والشعب والواقع كله، إذ تصبح نظرتهم للحياة، وطرقهم وأساليبهم في الإدارة والحركة والتعامل مع المشكلات والتحديات والظروف التي يمر بها مجتمعهم؛ بناءً على ما تقرره الأهواء، ويتوافق مع الطبيعة والسليقة والمزاج لكل شخصية من هؤلاء العاملين على حدة، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث الفرقة والاختلاف، وكثرة النزاع والشقاق، كمقدمة حتمية للسقوط الكامل والمطلق والفشل الذريع، لذلك لا ينبغي السكوت على مثل هؤلاء من قبل المؤمنين الثوار الأحرار المجاهدين؛ لأن بقاءهم دون رادع سيفضي إلى ما لا تحمد عقباه، وليت الأمر سيقتصر على تحولنا من حالة القوة والمنعة أمام الأعداء إلى حالة الضعف فحسب؛ بل يتعداه إلى ما هو أبعد من الخزي والسقوط والفشل والمذلة وانعدام الوزن!
إن جهادنا للعدو المستكبر الصهيوني وربائبه من الأعراب والمنافقين؛ ينبغي أن ينعكس كذلك جهاداً في الداخل لكل مظاهر الظلم والفساد والتخلف والرجعية والاستبداد والقهر والعنجهية والتسلط والجهل والفقر والخرافة والاستحمار، ما لم؛ فستضيع كل هذه الانتصارات والإنجازات التي حققها الله على أيدي رجاله وجنوده في معركتنا مع العدو الخارجي، وتصبح كل هذه القوة المتراكمة بلا معنى، وتفقد الثورة هيبتها وقيمتها، ويختفي ويتلاشى نور المشروع، ويفقد معناه وجاذبيته.
فلنتقِ الله جميعاً، وذلك بالعمل على إيجاد حراك تعبوي وتوعوي شامل، هدفه وغايته تقديم المشروع للناس عملياً، بل حتى فكرياً وثقافياً؛ لأن هذا المشروع وهذه الثورة لايزالان مظلومين، وما هو موجود من أنشطة تثقيفية وتعبوية في الأعم والأغلب؛ باتت خالية من المضمون، عديمة الأثر والتأثير، إذ إن معظم المشتغلين بهذين الحقلين؛ باتوا يعملون لحسابهم الشخصي، أو لحساب شخص بعينه، أو مجموعة من الأشخاص من ذوي السلطة والجاه والنفوذ، الذين يجعلون من أنفسهم إطارا للكون، ووعاء ومادة للمشروع والثورة، وهذا ما جعل معظم المعنيين بتحمل المسؤولية؛ يبحثون عن الشهرة والصيت، ويعيشون حالة من التنازع والتحاسد، بدلاً من التكامل والارتقاء، وكلٌ يبحث له عن مهرجين ومطبلين بالحق وبالباطل.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
محمد حسن زيد
مشهدان متناقضان للحرية الأمريكية
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالرحمن مراد
المجازر في غزة
عبدالرحمن مراد
مقالات ضدّ العدوان
عبدالمجيد التركي
هذا هو الخزي المبين
عبدالمجيد التركي
وديع العبسي
القبضة الأمنية
وديع العبسي
عبدالمنان السنبلي
اذهبوا.. فأنتم الجبناء..
عبدالمنان السنبلي
جمال الأشول
القدراتُ العسكرية اليمنية تُفشِلُ المعادلةَ الأمريكية في البحرَين الأحمر والعربي
جمال الأشول
ناصر قنديل
اليمن أول تحدٍّ عسكريّ استراتيجيّ للبنتاغون
ناصر قنديل
طه العامري
الغطرسة الصهيونية.. والغطاء الأمريكي..!!
طه العامري
المزيد