مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
المساواة عند الإمام علي عليه السلام
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنة و 3 أشهر و 28 يوماً
الثلاثاء 03 يناير-كانون الثاني 2023 07:04 م


الإقرار بوحدانية الخالق عز وجل، يجعل صاحبه يتعامل مع الناس من منطلق وحدتهم في الخلق، التي توجب المساواة بينهم كحق من حقوقهم، وذاك ما أكد عليه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، بقوله: «فإنهم صنفان، إما أخٌ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق»، ولا يقف الأمر عند هذا الحد في إجراء المساواة على الجميع، بل نراه يدعو الحاكم الى ألا يدع منصبه ينسيه أنه واحدٌ من الناس، لا شيء يميزه عنهم، أو يضعه فوقهم، إذ يقول: «وإنما أنا وأنتم عبيدٌ مملوكون لربٍ لا رب غيره». وعليه فليس للفوارق الطبيعية كالعامل الوراثي، أو الجغرافي، أو اختلاف اللغة، أو التفاوت في امتلاك الثروة، أو التنوع في المكانة والمنصب أدنى تأثير على جانب المساواة، لا من قريب ولا من بعيد، إلا لدى مَن نسوا خالقهم، وتنكروا لأصل تكوينهم، وواحدية خلقتهم.
ولم تكن قضية المساواة لدى الإمام علي عليه السلام مجرد شعار عاطفي، بل كانت منطلقا عمليا، وقانوناً للحياة كلها، فمادام الكل عبيدا لله الذي خلقهم، فلا بد أن يتساووا جميعاً في الحقوق، لذلك يخاطب عليه السلام أحد ولاته قائلاً: «أما بعد: فإن الوالي إذا اختلف هواه منعه ذلك كثيراً من العدل، فليكن أمر الناس عندك في الحق سواء».
ويقول في كتابه لمالك الأشتر: «ولا يدعونك شرف امرئٍ إلى أن تعظم من بلائه ما كان صغيراً ولا ضعة امرئٍ أن تحقر من بلائه ما كان عظيماً». فمادام الحق وحده هو الميزان، فلا بد من إقامته مع الغني والفقير، والبعيد والقريب، كما يقول كرم الله وجهه لمالك: «وألزم الحق مَن لزمه من القريب والبعيد».
نعم لقد كان الإمام شديداً في الحق، جاداً في تطبيقه على الناس جميعاً، حتى في تعامله مع قادة الجند، إذ يخاطبهم بالقول: «ألا وإن لكم عندي... وأن تكونوا في الحق سواء». لذلك وجدنا الذين لا يستريحون لإقامة مجتمع المساواة في الحقوق والواجبات يفرون جماعات وأفراداً من دولته عليه السلام، ملتحقين بمجتمع الطبقية والأثرة، الذي يقيمه معاوية في الشام، وقد بين ذلك عليه سلام الله في كتابه لسهل بن حنيف، واليه على المدينة، ومما جاء به في صفات هؤلاء الموجودين في كل زمان ومكان قوله: «وقد عرفوا الحق ورأوه، وسمعوه ووعوه، وعلموا أن الناس لدينا في الحق سواءٌ، ففروا من الأسوة إلى الأثرة».
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
أنس القاضي
الإمبريالية الفرنسية في البحر الأحمر!
أنس القاضي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
طه العامري
"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا؟!
طه العامري
مقالات ضدّ العدوان
عبدالعزيز الحزي
مطالب مشروعة لليمنيين عام 2023
عبدالعزيز الحزي
عبدالمنان السنبلي
أين تذهب عائدات وإيرادات الدولة؟
عبدالمنان السنبلي
عبدالفتاح علي البنوس
اليمن في رحاب العام الجديد
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالفتاح علي البنوس
لا تفريط بالثوابت الوطنية
عبدالفتاح علي البنوس
يحيى المحطوري
حربُ الشائعات
يحيى المحطوري
عبدالقوي السباعي
الطابورُ الخامس.. بين الماضي والحاضر
عبدالقوي السباعي
المزيد