مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
السلطة بين طريقي الأعلام والإعلام
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنة و 3 أشهر و 15 يوماً
الإثنين 16 يناير-كانون الثاني 2023 07:34 م


تفقد الأمة، أيُ أمةٍ قداستها، وممكنات بقائها قويةً عزيزةً آمنةً مستقرةً، عندما تستهين بحقوق ضعفائها، وتستكين لظلم أقويائها، وتعديهم على الحياة والإنسان بمختلف الطرق والأساليب، فلا تملك إزاء ذلك كله إلا القيام ببعض الإجرائات البسيطة، التي تغلب على منفذيها سمة التردد والخجل والضعف في كل ما يوكل إليهم القيام به.
وإن الأحرى بمَن يتخذ من الإمام علي بن أبي طالبٍ عليه السلام، إماماً وحجةً وقدوةً في الفكر والسلوك والتوجه العملي سياسةً وحكماً أن: ينطلق من حيث انطلق الإمام، الذي كان عليه السلام لا يكتفي بتوجيه ولاته إلى السماع للناس، والعمل على رفع مظالمهم، وتخصيص جزء من أوقاتهم للجلوس إليهم، بعيداً عن أي مظهرٍ من مظاهر القوة والجاه والسلطة، فلا شيء سوى التواضع لله في ذلك المجلس، كل هذا لكي يتسنى لصاحب الحق أن يقف مطالباً بحقه، أو المظلوم وهو يكشف عن مظلمته بثقةٍ واطمئنان، فلا يصاب بالخوف أو الانبهار لما يراه بادياً على شخص ذلك المسؤول، الأمر الذي قد يجعله عاجزاً عن المطالبة بما هو له، وإنما يبادر بالكلام بكل طلاقة لسان، أياً كان موقعه في المجتمع، ومهما كان مستوى فقره وفاقته وضعفه وقلة حيلته، وهوانه على الناس، لأن القيمة هنا للإنسان كإنسان، بعيداً عن أي شيء آخر، ولأن القضية قضية دين ورسالة، لا مجال فيهما للعبث والتفريط، أو التساهل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله كما يقول الإمام علي، في أكثر من موضع: لن تُقدس أمةٌ لا يؤخذ فيها للضعيف حقه من القوي غير متتعتع. بل كان عليه السلام إلى جانب ذلك يتصدى لهذا الأمر بنفسه، فقد مر به ذات يوم فقيرٌ قد انحنى ظهره، ورق عظمه، وكف بصره، والإمام جالسٌ مع أصحابه، فبادرهم بالقول: ما هذا؟ فقالوا: فقير نصراني يسأل، فقال: استعملتموه حتى كبر سنه، وعجز فتركتموه، أنفقوا عليه من بيت المال.
ولم يقف الأمر بربيب الرسالة ومعمارها الأوحد عند هذا الحد، فلا يعالج إلا ما يلقاه من القضايا والإشكالات مصادفةً بل كان بيته ومجلسه مفتوحاً لكل مَن لديه حاجة، أو يطالب بحق، أو يشكو من ظلم، فهذه سودة الهمدانية وقد دخلت على معاوية تشكو إليه ما فعله بسر بن أرطأة ببلادها وقومها، ولما استغرب عليها الطاغية جرأتها تلك، على اقتحام مقر الدولة، والوقوف بوجهه بكل قوة وصلابة، كشفت له سر قوتها، التي ما كانت لتكون كما هي الآن لولا استنادها إلى مدرسة علي بن أبي طالب، الذي حرص على تربية كل الذين يقعون تحت ولايته على هذا الأساس، فلا يخشون في الحق لومة لائم، فتقول: أتيته يوماً بشأن رجلٍ ولاه صدقاتنا، وقد كان بيننا وبينه ما بين الغث والسمين، وكان قائماً للصلاة، فلما انفتل عنها التفت إلي قائلاً بكل تعطف ورفق: ألك حاجة؟ فلما أخبرته خبر الرجل بكى، ثم رفع يديه إلى السماء وقال: «اللهم إنك تعلم أني لم آمرهم بظلم عبادك، ولا بترك حقك»، ثم أخرج من جيبه جريدةً وكتب فيها: «بسم الله الرحمن الرحيم، قد جاءتكم بينةٌ من ربكم، فأوفوا الكيل والميزان، ولا تبخسوا الناس أشياءهم، ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها، إن كنتم مؤمنين، أما بعد فإذا وصلك كتابي هذا فأمسك ما في يديك، حتى يأتيك مَن يقبضه منك، والسلام». فهل بمقدوركم متابعة طريق الأعلام، وترك مغالطة الناس عن طريق الإعلام؟
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
فشل المفاوضات اليمنية - الأوروبية: صنعاء إلى التصعيد مجدداً
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طارق مصطفى سلام
المراكز الصيفية.. نهضة ثقافية وعلمية لمستقبل أبنائنا الواعد
طارق مصطفى سلام
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالرحمن مراد
المجازر في غزة
عبدالرحمن مراد
مقالات ضدّ العدوان
إبراهيم الوشلي
تمام التمام..!
إبراهيم الوشلي
فهد شاكر أبوراس
«حقوق المرأة» عنوان الأعداء الزائف
فهد شاكر أبوراس
إكرام المحاقري
الزهراءُ.. وثقافةُ الغرب تجاهَ المرأة
إكرام المحاقري
د.عبدالعزيز بن حبتور
كارثة 13 يناير 1986م اليمنية تتجدد مأساتها كل عام
د.عبدالعزيز بن حبتور
علي عطروس
«دون» و«بدون»!
علي عطروس
عبدالمجيد التركي
عودة إلى الذات
عبدالمجيد التركي
المزيد