مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
الثقافيون بين العقيدة والتقاليد
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 10 أشهر و 23 يوماً
الجمعة 09 يونيو-حزيران 2023 08:16 م


كثر في الآونة الأخيرة عدد الذين يدعون التخصص في المشروع والفكر القرآني، الذي خط معالمه، وأقام قواعده، وأرسى مداميكه الشهيد القائد الحسين بن بدر الدين الحوثي، عليه من الله السلام والرضوان، وبقي حياً حاضراً متجدداً خلاقاً بعد استشهاده، إذ جاء من الحسين حسينٌ في روحه وموقفه وصلابته في الحق، وحكمته وجهاده، وغيرته على دين الله وعباده، وحبه للناس، وهو سيد الثورة، أبو جبريل، أيده الله، الذي في ظله بات اليمن يولد من جديد، ويغير ويتغير، ويصنع تحولات كبرى، ويتحد مع أحرار ومستضعفي العالم، لمواجهة قوى الهيمنة والنهب والاستكبار، وهذه الكثرة العددية لهؤلاء المتخصصين أو الخبراء بالفكر القرآني هي: مبشرةٌ بالخير من جانب، ونذير شؤمٍ من جانب آخر! وذاك ما يمكن مقاربته من عدة زوايا، لكي نصل إلى معرفة كيف تكون الكثرة لشخصيات تتحرك لنشر ثقافة القرآن إيجابية في حين، وسلبية حيناً آخر؟ وذلك من خلال ما يلي:
لن يكون لهذه الكثرة أثر إيجابي في الواقع، وشيء ملموس في جوانب التوعية والتربية والتثقيف، ويصبح عملها فعلاً لصالح المشروع، إلا متى التزمت بتقديم الثقافة القرآنية للناس كما هي، بجاذبيتها وكمالها وأساليبها وأدواتها ومبادئها، وذلك لن يتم لأيٍ كان، وإنما يختص بذلك مَن ينطلق من بين الجماهير، حاملاً همومهم، ومعبرا عن التزامه بواجب هدايتهم، والدفاع عنهم، وتبني قضاياهم، وينحاز للحق والحقيقة، لا يماري أحداً على حساب ضياع المعروف، وشيوع المنكر، ولا يحابي جهة أو شخصية، مادامت تعمل ضد مجتمعها وأمتها، ولا يقبل التأطير في زاوية ما، أو منصب أو مؤسسة، لأن ذلك هو السبيل لتطويعه، وإفراغه من ثوريته، فيموت حسه الاحتجاجي، وتختفي نظرته الفاحصة والناقدة للأمور، ويصبح جل همه هو: كيف يبرر لهذا أو ذاك كل ما هو عليه من قصور، أو تجاوزات، أو مظاهر ظلم وفساد، وهو أيضاً يتعامل مع الثقافة القرآنية من منطلق إيماني، كعقيدة تهب الروح سموا، وتحررها من كل نوازع الخوف والحاجة، وتزيل من قاموسها الاعتبارات والحسابات التي تحتم عليها الدخول في مساومة مع هذا أو ذاك لبيع الدين بثمن بخس.
وأخيراً، فإن ما يليق بمشروعنا وثقافتنا هو: العمل على تقديمهما للناس كعقيدة، تصنع المعجزات، وتذلل الصعاب، وتتجاوز العوائق، عقيدة تدفع معتنقها للكدح باتجاه الله، في رحلة تكامل لا مكان فيها للتوقف، ولا حد لانطلاقتها، كونها تسير نحو المطلق، الذي لا يحده مكان، وتحلق في آفاق لا نهاية لها، ولنحذر كل الحذر من كل صوت أو فكرة أو شخصية أو جهة تريد أن تحول هذه الثقافة التي هي عقيدة وجهاد، إلى تقاليد اجتماعية، محاطة بمجموعة من الطقوس والأوراد، التي تفرض على الناس العمل بها، كعادة، لا كعبادة.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
محمد حسن زيد
مشهدان متناقضان للحرية الأمريكية
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالرحمن مراد
المجازر في غزة
عبدالرحمن مراد
مقالات ضدّ العدوان
طاهر علوان الزريقي
شاكي باكي
طاهر علوان الزريقي
عبدالرحمن مراد
الأمن الثقافي العربي
عبدالرحمن مراد
عبدالحافظ معجب
أزمة الرئاسة في لبنان بين الثوابت والمتغيرات
عبدالحافظ معجب
حزام الأسد
إحاطة تاريخية مختصرة عن الخلفية السياسية لمجزرة تنومة
حزام الأسد
أحمد يحيى الديلمي
الزمن الأمريكي
أحمد يحيى الديلمي
عبدالقوي السباعي
13 شهراً.. والصبرُ اليمني يوشكُ على النفاد
عبدالقوي السباعي
المزيد