مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
سياحة على مذبح العشق
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 10 أشهر و 22 يوماً
السبت 10 يونيو-حزيران 2023 08:30 م


ما إن يستفيق على يومٍ جديد، لطالما انتظر لحظة بزوغ شمسه، وهو في قلب الظلام، يغزل الأمنيات، ويغيب في إغفاءةٍ تلو أخرى، لكي يتخلص من واقعه الجامد الأسود الرتيب المميت، بشيء من هدهدات الأحلام، التي تزوره بين وقتٍ وآخر، لتعيد إليه بعض الإحساس والشعور بذلك البناء الخرب والمتهالك بين جنبيه، والذي يسمى مجازاً: الأمل، حتى يُصاب بالصدمة لهول ما يراه جارياً في ساحة ونظام وحركة ذلك اليوم الذي ظنه صبحاً، وظل ينشد له الأشعار، ويغني فرحاً بمقدمه بمحضر جمعٍ غفير من النجوم، وراح ينتقل من زاوية إلى زاوية مقابلة لها، على طول تلك المقبرة السوداء وعرضها، عله يجد شاهداً يدعم ما يجده في نفسه من انشداد للآتي، ونفور وبغض واستثقال لكل ما هو سائد وقائم في واقعه الراهن، ولكنه الآن يقف وجهاً لوجه مع منشوده، منكسراً، إذ يرى الأيدي والعيون التي تقف تحت أشعة تلك الشمس، مشحونة بالظلام الدامس، الذي اختمر فيها إلى الحد الذي مكنها من اتخاذ النور مظهراً لممارستها الطويلة في الخداع والتضليل للبسطاء، والتمادي في الكذب على القلوب المتعطشة للعدالة والاستقرار والحياة الكريمة، والسعي لمسخ كل ما هو إنساني، وتزييف كل ما هو حق، وتسطيح كل ما يشتمل على الأبعاد الخلقية، والقيم المعنوية.
ومع ذلك لا يمكن له أن يقف مكتوف اليدين، يجتر آلامه بصمت، ويندب حظه بصوت ومدامع اليأس والانهزامية، على ربوة الاعتزال لكل شيء في الحياة، بل نراه يزداد قوة وعزيمة في مواصلة الكفاح المرير، وخوض المعركة الطويلة الأمد، التي ما إن يتقرر فيها انهزام الوجوه الحقيقية للباطل، حتى تنبت من جديد بسحنات وقوالب جديدة، متخفية تحت كل شجرة وصخرة تعبران عن الحق والمحقين.
إنه يدرك ضرورة المسارعة في قول ما يجب قوله لكشف باطل ما، وبيان حقيقة الأمور كلها، أياً كانت، لأن التأجيل في ذلك معناه: السماح لكل ما هو زيف وباطل وشر وفساد وسلبية وقصور لكي يتمكن أكثر، والذي متى ما استحكمت قبضته على كل شيء، لن يستطيع بعدها أي إنسان قول أي شيء.
إنها مهمةٌ عسيرة، ورحلةٌ شاقة، وطريق باهظة الكلفة، لكل مَن يختارها، لذلك فالجديرون بها قليل، وهم ليسوا من خريجي المؤسسات الدينية، ولا الجامعات والأكاديميات، وإنما هم: الآتون من ربذة أبي ذر، الباقون في سياحة دائمة على مذبح العشق.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
فشل المفاوضات اليمنية - الأوروبية: صنعاء إلى التصعيد مجدداً
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طارق مصطفى سلام
المراكز الصيفية.. نهضة ثقافية وعلمية لمستقبل أبنائنا الواعد
طارق مصطفى سلام
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالرحمن مراد
المجازر في غزة
عبدالرحمن مراد
مقالات ضدّ العدوان
فهد شاكر أبوراس
جرائم بني سعود بحق المغتربين
فهد شاكر أبوراس
عبدالحافظ معجب
القرشي عاد من المنفى ليقتل في صنعاء
عبدالحافظ معجب
وفاء الكبسي
مجزرةُ تنومة تاريخٌ دامٍ وجرحٌ غائرٌ في ضمير الإنسانية
وفاء الكبسي
عبدالملك سام
دماء «تنومة» ليست قابلة للتنازل
عبدالملك سام
عبدالحافظ معجب
أزمة الرئاسة في لبنان بين الثوابت والمتغيرات
عبدالحافظ معجب
عبدالرحمن مراد
الأمن الثقافي العربي
عبدالرحمن مراد
المزيد