مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
مهمة المفكر الذي تحتاجه المرحلة
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 7 أشهر و 29 يوماً
السبت 02 سبتمبر-أيلول 2023 11:37 م


يبدو معظم الكتاب والمفكرين والباحثين والأدباء والإعلاميين، وحتى العلماء والخطباء، المحسوبين على يمن الحادي والعشرين من أيلول، هذه الفترة، مصابين بالجفاف الفكري، ويعانون الجدب الإبداعي، والعجز المعرفي للواقع، يظهرون على الشاشات والمنابر والراديو وشبكات التواصل والندوات والمنتديات والورش والدورات، بقصد القرب من الناس، والعمل على توعيتهم وتربيتهم وتثقيفهم وتهذيبهم وتبصيرهم، ولكنهم وإنْ بدا للعين المجردة مدى قربهم من الناس، ومستوى تفاعلهم وحضورهم في كل الساحات والمناسبات والظروف والأحداث، يظلون بعين القلب هم الأكثر بعداً عن الحياة والأحياء، والأشد غياباً حتى من المدفونين تحت الثرى، فلا هم الذين صمتوا، فخفت ضجيجهم، والتفت الناس لأنفسهم، وأصلحوا حال واقعهم، ولا هم الذين عاشوا المسؤولية كما يجب، وانطلقوا من واقع ثوري، وبالحس المجتمعي المدرك لعظيم النهج، وسلامة المسلك، وفضل القيادة، ممثلة بعلم الهدى، سيد ثورتنا «أبو جبريل» أيده الله، ولا هم الذين يقدرون التضحيات على امتداد سنوات الصبر والصمود، ويحملون الأمانة بصدق، فيترجمون أغنى وأخصب مرحلة عاشها اليمنيون عملاً وحيوية وعطاء، ويجسدون كل ما تضمنه النهج واختطته دماء الشهداء من مفاهيم ومبادئ وأسس شاملة لكل شيء في برامج ومشاريع وخطط تبني النفوس، التي متى ما تم لها البناء ضمنا بناء الوطن بكل ما للكلمة من معنى، وذلك عائدٌ لسبب وحيد هو: أن هؤلاء الأغلبية الذين حجبوا أضواء النجوم والأقمار الثورية الحقيقية، كانوا مجرد أدعياء، وليسوا بشيء، ولا يحملون أدنى صفة لكي يقال عنهم: باحثون أو مفكرون أو مثقفون أو أدباء أو إعلاميون! لماذا؟
لأن الحقيقة المركزية لمَن يحمل هذه التسميات مثبتةٌ بنشاط رجال صادقين، وإنْ كانوا قلّة، وهي تقول: إنك متى ما وهبت نفسك لحمل أمانة الكلمة، وجندت ذاتك كرسول للحق في عالم الفكر، فإنك ملزمٌ بتسخير جميع قدراتك وإمكانياتك وجميع قواك في سبيل ما تدعو إليه، إلى الحد الذي يجعل الجميع يرون مفاهيم ومبادئ وقيم وأفكار ما لديك من مشروع مجسداً بمواقفك وأفعالك قبل لسانك، ومثبتاً في حركتك الرسالية في كل ميادين حياتك، ومهما تغيرت الظروف وتنوعت الأحداث وتبدلت المواقع وتعاقبت السلطات تبقى مع الناس، وتعمل من أجلهم، ولا تهتز مهما بدا لك الخطر، وانتابك الخوف من البطش والضرر، فمهمتك ليست التصالح مع ما هو موجود، بل السعي لإصلاحه، وليست الحفاظ على ما تم فحسب، بل هي كذلك الدفع نحو ما يجب أن يتم، فأنت هنا لتحرك، وتوقظ، وتهز، وتزيح، وتربك كل ما هو باطل وجامد وشر وفساد كل ذلك تقوم بمواجهته علناً، وأنت كذلك رجلٌ لا تشتريه حكومة، ولا تسترقه شركة، كونك عصيا على الاحتواء أو التطويع، كيف لا وأنت تمثل مجتمعك، ولسانك هو لسانهم، المذكر بكل ما بات قيد النسيان، فلا يمكنك القبول بطمس القضايا، المصيرية، أو كنسها تحت البساط!
إنك تعيش كحارس للحق والحقيقة، وكحام للمبادئ العامة، ولا تقبل الانسحاب من ساحة البحث عن كل ما يمكن من خلاله خلق واقع أفضل للناس، يحفظ كرامتهم، ويصون دماءهم وأموالهم وأعراضهم، وينتزع حقوقهم، وكما تقف ضد المستكبر العالمي، تقف ضد المستكبر المحلي، فعدوك هو: مَن يستهدف هذه المبادئ والقيم، بقصد ودون قصد، وغايتك هي: الشهادة بالحق، والقتال ببسالة ضد أعدائه الكبار والصغار.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
أنس القاضي
الإمبريالية الفرنسية في البحر الأحمر!
أنس القاضي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
طه العامري
"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا؟!
طه العامري
مقالات ضدّ العدوان
طاهر علوان الزريقي
وداعاً للدولار
طاهر علوان الزريقي
أحمد المؤيد
الهيلمة!
أحمد المؤيد
د.أشرف الكبسي
نقطة نظام!
د.أشرف الكبسي
علي الدرواني
الخطاب الباليستي للرئيس المشاط
علي الدرواني
عبدالرحمن الأهنومي
الخطة «ب».. تعاضد العدوان والغوغائيين والأبواق على المرتبات!
عبدالرحمن الأهنومي
عبدالفتاح علي البنوس
الوساطة العمانية والملفات الإنسانية
عبدالفتاح علي البنوس
المزيد