مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
طريق نيل الاستقلال والحرية
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 7 أشهر و 15 يوماً
السبت 16 سبتمبر-أيلول 2023 11:10 م


كل مشكلاتنا كشعوب عربية وإسلامية هي في جوهرها؛ ناجمةٌ عن عدم فهمنا لحضارتنا، وانصرافنا عن تاريخنا المشرق بكل ما احتواه من رموز وأعلام، واشتمل عليه من عوامل ومقومات للبناء الحضاري القوي والتام، الأمر الذي سلبنا القدرة على الارتفاع بفكرنا إلى مستوى الأحداث والتجارب الإنسانية، التي متى ما اقترب منها الفكر استطاع مدنا بكل ما نحتاجه من حلول لكل المشكلات المعقدة التي يعاني منها واقعنا، كما جعلنا نمر على الأشياء مروراً عابراً، ونتعامل معها تعاملاً سطحياً، ففقدنا بممارسة هذا الأسلوب القدرة على النفاذ إلى عمق كل ما يدور من حولنا، لنظل بعيدين كل البعد عن فهم واستيعاب العوامل التي تبني الحضارة، أو تهدمها.
إن الاستقلال والحرية لا يمكن بلوغهما لدى مجتمعاتنا ما لم يتحققا أولاً في الواقع الفكري والثقافي، إذ لا بد أن نتفهم ثقافتنا على نحو مستقل، فكل أمة لها ثقافتها ومفاهيمها الخاصة بها، والتي من خلالها تستطيع تحقيق كل تطلعاتها وفق ما تبلور لديها من عناصر استقرت في بنية وعيها الجمعي المكتسب من التربية، لذلك نجد أن سلوك الأفراد، وأساليب الحياة يختلفان من مجتمع لآخر، بل إنك لو أردت الحصول على تفسير ظاهرة ما، أو قضية معينة عند هذا المجتمع أو ذاك؛ فإنك ستحصل على عدة تفسيرات تبعاً لتعدد المنطلقات والأسس الفكرية التي يقوم عليها وجود تلك المجتمعات، فنحن كمسلمين لدينا رؤية أخلاقية، هذه الرؤية تختلف تماماً عما يصطلح عليه الأوروبيون؛ بالمظاهر الجمالية، كما تختلف كذلك عن مفهوم التربية الروحية عند الهنود، ولا بأس أن نأخذ روايات شكسبير مثلاً لتوضيح الفرق بين كلا النظرتين الغربية والإسلامية، فعبقرية شكسبير عادةً ما كانت تنتهي إلى العقدة، التي يقتل بها الحبيب حبيبته، ثم يقوم بعد ذلك بالانتحار، فالمتفرج الغربي سينظر إلى ذلك الحدث بقدر كبير من الإعجاب والانفعال، أما المتفرج المسلم فلن يقف ذات الموقف، وبالشكل الذي يجعله يراه ويحكم عليه بطريقة مختلفة، فهو يستنكر ما كان عند الغربي مدعاة للإشفاق، وسيضحك في كل ما يعده الغربي سببا للبكاء، كما سيعتبر موقف الحبيب إجرامياً، بينما الغربي يعتبره قمة الرومانسية والجمال.
وهكذا ندرك أن لكل حضارة ثقافتها، ولكل ثقافة مبانيها التربوية، وأسسها الفكرية المستقلة، والتي متى ما ارتبطت بالآخر فإنما ترتبط بالحوار والتبادل، وليس بالفرض والإسقاط، أما ما يحقق الغلبة لأي أمة على سواها فهو المبادئ التي تقوم عليها حياتها، ومدى ما لتلك المبادئ من قدرة على التجذر في القلوب، والانعكاس على كل الأفعال والمواقف، فمَن حاز هذه المزايا؛ حاز الغلبة والنفوذ بين كل الأمم.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طارق مصطفى سلام
المراكز الصيفية.. نهضة ثقافية وعلمية لمستقبل أبنائنا الواعد
طارق مصطفى سلام
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالرحمن مراد
المجازر في غزة
عبدالرحمن مراد
مقالات ضدّ العدوان
د.سامي عطا
ثقب أسود يحوم فوق سماء صنعاء
د.سامي عطا
عبدالرحمن الأهنومي
عن المرحلة المفصلية التي تمر بها السعودية.. وما الذي ستختاره اليوم؟!
عبدالرحمن الأهنومي
عبدالقوي السباعي
تزاحُمُ الذكريات في هذا التوقيت تدعونا للتأمل
عبدالقوي السباعي
شرف حجر
خواطر بين يدي سيد الثورة.. القطاع الصحي
شرف حجر
خليل نصر الله
وفد صنعاء يحط في الرياض بدعوة رسمية.. جولة تفاوض حاسمة
خليل نصر الله
عبدالرحمن مراد
المولد النبوي.. والإصلاح الجذري
عبدالرحمن مراد
المزيد