رائحة الشقاق السعودي الاماراتي باتت تزكم حتى انوف الأب الروحي لكلا النظامين الفاسدين المفسدين..
تعددت الرسائل التي يبعث بها الامريكان للسعوديين والاماراتيين بشأن ضرورة إيقاف الخلاف بينهما..
ليس أحب الى قلب الساسة في واشنطن من هذا النوع من الصراعات بين ادواتهم لكنهم يخشون من ان تنفرط من بين أيديهم حبات هذا العقد الذي يمثل لهم البقرة الحلوب..
الابتزاز الأمريكي للرياض وابوظبي وبقية دول الخليج لن يتوقف لأن هذه سياسة أمريكية ثابتة..
بالمقابل فإنه لا بوارد لخروج هؤلاء من تحت الإبط الأمريكي لأنهم يظنون انهم يستقوون به على من حولهم على الرغم من ان الأيام اثبتت لهم ان واشنطن يمكن ان تتركهم في أي لحظة ترى فيها انهم اصبحوا بالنسبة لها كروتاً محترقة..
كل هذا يؤكد بأن العدوان في بلادنا الى زوال سواءً تأتى ذلك سلماً أو حرباً وأن قادم الأيام لناظرها لقريب..
يقول مبعوث واشنطن في مقابلة مع وكالة “بلومبيرج الامريكية” أن الخطر الأكبر الذي يتهدد الرياض وابوظبي ليس التهديد الإيراني بل الخلافات السعودية الإماراتية.. داعياً الدولتين الى سرعة حل الخلافات بينهما..
يجب ان نسجل هنا اعترافاً امريكياً بأن الصراع بين أدوات واشنطن قد وصل الى هذا الحد الذي استحال معه ان تخاطب الولايات المتحدة قفازيها بصورة مباشرة او ان تجمعهما لحل الخلاف بينهما ما دفعها بارسال مجموعة من الرسائل لهما عبر عدة قنوات..
احد هذه القنوات هو مبعوث واشنطن الى اليمن والسبب في ذلك ان الخلاف الرئيسي بين الدولتين هو في اليمن وهو ما كشفت عنه وبصورة جلية المحادثات التي استضافتها العاصمة السعودية والتي جمعت بين قيادة وزارة الدفاع السعودية والمفاوضين اليمنيين فيما بدا جليّاً غياب او بالأحرى تغييب ابوظبي عن هذه المفاوضات..
الصراع السعودي الاماراتي بالنسبة لنا نحن اليمنيين شيءٌ محمود فهم يستحقون أكثر من مجرد خلافٍ بينهما فالأفاعي لابد ان تأكل بعضها والنار لابد لها ان تأكل نفسها ان لم تجد ما تأكله..
تصريحات ليندر كينج ليست يتيمة على الإطلاق فها هو الكاتب الأمريكي الشهير ديفيد هيرست يخاطب الرئيس الاماراتي في مقالة نشرها على موقع “ميدل ايست آي” البريطاني يحذره فيها من “النهاية الصعبة” للسياسات الخارجية الإماراتية ان هي استمرت في هذا النهج..
المقصود بهذا النهج بالتأكيد هو الشقاق الحاصل بين الطرفين الرئيسيين للعدوان في اليمن وهما الرياض وابوظبي..
بالنسبة للأمريكيين فإنهم يفضلون ان تبقى كل خيوط اللعبة في أيديهم فهم يدركون تمام الادراك ان الرياض وابوظبي ليستا أكثر من اداتين تنفذان اجندة واشنطن وتل ابيب في اليمن وبالتالي فإن هذا الصراع الذي خرج اليوم الى العلن يمكن ان يضر بمصالحهم وفق عقيدة المصالح الامريكية الخبيثة..
لا شك ان الصراع السعودي الاماراتي في اليمن سيصل الى ما هو ابعد مما نراه اليوم وقد يصل الى الاقتتال فيما بينهما لكن القاعدة بالنسبة لنا لن تتغير على الاطلاق..
صنعاء لا تقف مع أي من أطراف العدوان لان كلا هاذين النظامين هو نظام احتلال يجب ان يجر اذياله من هذا البلد الذي كان ولا يزال وسيظل مقبرة للغزاة مهما تباينت أهدافهم وتعددت أسماؤهم ودولهم..
كما أسلفنا فقد تعددت القنوات التي تحذر هاذين النظامين من صراعهما في بلادنا لكنهما ايضاً يعترفان بهذا الصراع ويبدو ان أي طرفٍ منهما ليس على استعدادٍ للتنازل للآخر وهذا ايضاً شيءٌ محمود..
تقول “صحيفة الاتحاد الإماراتية” ان اليمن بحاجة الى التوافق وكسر حاجز الشك والتحرر من التصنيفات العشوائية كما سمتها..
الشك بين من ومن.. بالتأكيد بين الرياض وابوظبي لأن مرتزقة الطرفين لا قيمة لهما ولا وزن في معادلة البلدين..
لكن هل حقاً تريد ابوظبي كسر هذا الحاجز فيما بينها وبين الرياض.. الحقيقة هي ان ذاك غير وارد..
تقول صحيفة العرب الإماراتية الصادرة من لندن ان تواتر الانباء حول حدوث تقدم في جهود إيجاد حل سلمي لما أسمته بالصراع اليمني دفع بقضية انفصال الجنوب الى سطح الاحداث مجدداً..
في بلادنا كلٌّ من الغزاة يغنّي على ليلاه ولا أحد منهم فطن الى ان خروجه من اليمن هو اسلم له فهو إن لم يخرج اليوم برضاه فسيتم سحله الى خارج هذا البلد رغم أنفه ان لم يتم دفنه فيها.
* نقلا عن :السياسية