حسمت قيادة الثورة في اليمن هذا الجدل بعد الإعلان عن حكومة كفاءات، بعد أن كان التعيين في السابق تسبقه كلمة «مجاهد كتب الله أجره».
مجاهد من الحرب السبعمائة قبل الميلاد.. مجاهد مؤمن يصرخ بكل حماس.. مجاهد ذو إيمان عميق بدليل أنه يبهرر بقوة.. ثم توج ذلك بحكومة محاصصة لا تراعي الكفاءة، بل ترضي المكون السياسي أن له نصيبا في الحكومة وكأنها كعكة يجب الحصول على قطعة منها!
وتم استهلاك وتشويه كلمة «مجاهد» والتجاوز على قدسيتها وعطائها المستمر لسنوات من قبل بعض اللاهثين وراء المناصب وهم قلّة للأمانة لكن تأثيرهم كان كبيراً.
وللأسف يختبئ الخواء وانعدام القدرات وراء هذه المسميات، ليصبح العلم والقانون والكفاءة العلمية هي آخر معيار يلتفت أحد إليه.
وتأثر بذلك أولئك الناجحون في مهامهم والذين كانوا كالشمعة تضيء لغيرهم وتم تشويه الشرفاء بسبب أولئك الفاشلين الذين تحدث عنهم قائد الثورة في خطابه التمهيدي عشية المولد النبوي، لا نريد أن نصف كل مسؤولي الحكومة السابقة بالفساد، ولكن نستطيع وصفهم أنهم «لم ينجحوا في تلبية كل طموحات الشعب»، ولهم كل الشكر والامتنان.
إن الإيمان هو حالة تدين مقرها القلوب تلاحظ على الجوارح في أفعال تعبدية تنجي الشخص نفسه يوم القيامة «ولا تزر وازرة وزر أخرى».
القانون هو العقد الاجتماعي بين الناس وبين الشعب والقيادة، وبه تنتظم العلاقة بين كل هذه المكونات.
فالقانون تستطيع القيادة قياسه وملاحظة مدى تطبيقه، لكن الإيمان شيء روحي لا تستطيع الحكومات قياسه لدى مسؤوليها، فقد يكون هناك ظاهر وباطن.. وإيمان ونفاق ولهذا نجد أن تطبيق القانون هو مطلب الجميع عندما يُطبِق عليهم الظلم من كل جانب.
حكومة الكفاءات هي حكومة تضع المختص في مكانه الصحيح وتنتهج القانون شريعة لها في تسيير أمور المواطنين، لأن هذا القانون أساساً كتبه اليمنيون بما يتناسب مع دينهم وعقيدتهم وخلفيتهم الثقافية.
ماذا يبحث المتخاصمون في المحاكم إلا عن تطبيق القانون لأن تطبيق القانون عدل.. والعدل من الإيمان.. والخروج عن القانون ظلم وجريمة.
الكل متفائل بهذا التغيير، وخصوصاً التركيز على الكفاءة والاختصاص.
الشكر للقيادة على هذه الخطوة الكبيرة التي تؤسّس لمرحلة مختلفة تماما عن السابق.
* نقلا عن : لا ميديا