بعض الحقائق واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار، ولا تحتاج أن تكون محللاً سياسياً أو صحفياً أو مفكراً لكي تدركها وتفهمها.
فاليوم على سبيل المثال بات أبسط شخص من عامة الناس يعرف هذه الحقيقة البسيطة: لا يوجد أرخص ولا أحقر ولا أتفه من الحكام العرب المطبعين مع العدو الصهيوني، وأتباعهم من المصفقين وعلماء البلاط.
حتى الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب أصبح يعرف هذه الحقيقة ولا يشك في صحتها، لأنها تطرح نفسها أمامك تلقائياً.
والله لولا أولئك الأنذال لما تجرأ الكيان الصهيوني على إبادة غزة بذلك الشكل الوقح، ناهيكم عن الاستهانة بالعرب والمسلمين والاستخفاف بهذه الأمة.
انظروا إلى كمية العنجهية في تصريحات مسؤولي الكيان الصهيوني كباراً وصغاراً، حتى أصبح المرء يستحي من كونه عربياً ومسلماً.
“سنبيدكم أيها العرب، سنقتلكم، سنمسحكم من وجه الأرض، لن نترك عربياً ولا مسلماً على قيد الحياة”، أصبحنا نسمع من هذه التصريحات كل يوم.
ذلك يهدد بإبادة العرب والمسلمين، وذلك يتفاخر بقتل النساء والأطفال في غزة، وهكذا..!
حتى المطبعون من العرب لم يسلموا من هذه العنجهية، وها هو الصهيوني يستحقرهم ويهينهم بتصريحاته صباحاً ومساء، ولهذا السبب تحديداً قلنا إنه ليس هناك أرخص من المطبعين.
الكائن (المطبع) محتقر ومهان من جميع الأطراف، العرب والمسلمون يحتقرونه، والصهاينة أيضاً يحتقرونه دون أي اعتبار لتطبيعه معهم ووقوفه إلى جانبهم.. ما الذي أوصلنا إلى هذا الحال؟
57 دولة عربية وإسلامية اجتمعت في الرياض وصدعوا رؤوسنا بهذا الاجتماع، والإعلام يصور أنهم يطحنون الدنيا ويقيمون القيامة على رأس الكيان.
وفي الأخير كلمة واحدة من الكيان الصهيوني أطفأت كل ذلك الضجيج والهنجمة الإعلامية.
نفخوا صدورهم وقالوا إنهم سيكسرون الحصار على غزة، فقال لهم الصهيوني لوحده: «عر أتحداكم».
صدقوني لا يتأمل خيراً مما تسمى قمة الرياض إلا مجنون أو أهبل.
وبكل بساطة لن يستطيعوا كسر الحصار طالما فرائصهم ترتعد أمام أصغر صهيوني.
لن يستطيعوا كسر الحصار طالما أموال الأعراب الخلاوجة تتدفق على الغرب والكيان الصهيوني.
هل رأيتم وقاحة أكبر من وقاحة رجل الأعمال الإماراتي الذي تبرع بـ170 مليون دولار لصالح الصهاينة المساكين؟ أو وقاحة علماء البلاط الذين يحرمون مقاطعة المنتجات الداعمة للكيان؟
والله لن يأتي النصر إلا على يد الأحرار والشرفاء، وما سوى هذا مجرد ترهات يضحكون بها على أنفسهم.
* نقلا عن : لا ميديا