مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
مقام الكتابة بالدم والبارود
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنة و أسبوع و 5 أيام
الإثنين 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 11:38 م


الرجال الذين بناهم القرآن، ورسم لهم الرؤى والمنطلقات، وحدد لهم الوجهة، وأبان لهم الأهداف، هم الأمناء فعلاً على دماء وأعراض وأموال ومقدسات مجتمعهم وأمتهم، بل وكافة المستضعفين والمقهورين والمظلومين والمضطهدين من بني الإنسان، أينما كانوا، وبغض النظر عن لونهم أو عرقهم أو لغتهم أو انتمائهم الفكري والعقائدي؛ لأن القرآن الكريم يحمل مشروعاً عالمياً، لا يعترف بوجود الفواصل والحدود، ولا يخضع لقيود، هذا المشروع يهدف إلى جعل الأرض كلها لله، وإعمارها وتشييدها وفق هداه، كما يهدف إلى تحرير الإنسان من كل أنواع وأشكال وأصناف القهر والاستبداد والاستعباد، فاتحاً له من خلال كلمة التوحيد نوافذ وأبواب الخلاص، وموجداً بالكلمة ذاتها الذاتَ السائرة نحو الله، المترفعة عن النقائص، المطلقة العنان لفكرها وآمالها وتطلعاتها، التي لا سقف لأهدافها وغاياتها، كونها معبدةً لله الواحد القوي الكامل المتعال المالك، ومَن ارتبط بالكمال المطلق ظل دائماً في حركة ترقٍّ وتصاعد نحو الكمال، واستطاع أن يخطو خطوات، ويقوم بأعمال ومهام، ويلعب أدواراً بارزة وعظيمة الأثر، إلى الحد الذي يصعب على العقل البشري المحدود تصديقه؛ لا لشيء إلا لأن كل ذلك يحدث بخلاف ما تعارف عليه الناس من عوامل ونظم وقوانين، وتعلموه من نظريات وفلسفات، وتوصلوا إليه من أمور، لكونهم لم يتعلموا بالمدارس والكليات والأكاديميات والجامعات، أن هناك مَن يستطيع أن يقوم بأشياء خارجة عن المألوف، لا تخضع لحسابات وظروف المكان والزمان، ولا تقف عاجزةً أمام ما اعتبرته العلوم والمعارف مسلمات قطعية، لا سبيل لتجاوزها ودحضها وإثبات خطئها وبطلانها، متجاهلين أن مَن أسلم وجهه لله رب المكان والزمان ورب العالمين، أمده الله بالقوة والمعرفة والعلم والإرادة التي عن طريقها يستطيع أن يطوع كل شيء في الوجود لصالحه، ويتمكن من قطع أشواط ومراحل نحو التمكين في فترة زمنية قصيرة، يصعب الوصول إليها من قبل دول كبرى لديها من العلماء والإمكانات والثروات الشيء الكثير، وذاك ما نراه ونشهده اليوم في يمن الواحد والعشرين من أيلول، يمن الحسين، يمن الإيمان الصاعد من بين ركام الذلة والاستضعاف والدونية والاستلاب وانعدام الوزن إلى مقام العزة والرفعة والكرامة والعنفوان، وإثبات الذات، مقام الشهادة لله، وعلى الناس، مقام الإعلاء لكلمة الله، والانتصار لدينه وعباده وبلاده، مقام الكتابة بالدم والبارود على طريق القدس؛ إننا فعلاً أنصارُ الله.
فالحمد لله الذي أرانا من الحقائق والشواهد والأدلة والبراهين والآيات ما يبين لنا أننا على الصراط السوي، نهجاً وقيادةً وأتباعاً، والحمد لله الذي وفقنا وأخذ بأيدينا وهدانا إلى هذا الدرب، وشرفنا بالمسيرة القرآنية، وجعل لنا في كل حدث أو قضية دروساً وعبراً تبني العقول وتبعث الضمائر وتحفز على المزيد من الجد والجهاد والعطاء، وتحث على مجانبة الظلم والفساد والدعة واللا مبالاة والاسترخاء، وتمدنا بما تطمئن به قلوبنا، لنقول حينها من منطلق الثقة واليقين والإيمان بالله، تماماً كما قال نبي الله وخليله إبراهيم عليه السلام: «أعلم أن الله على كل شيءٍ قدير».

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
د.سامي عطا
نظرية المؤامرة وهلوسة التافهين
د.سامي عطا
شرف حجر
جدوى المقاطعة والدور المطلوب من الجهات المعنية
شرف حجر
إبراهيم الوشلي
أرخص الكائنات..!
إبراهيم الوشلي
عبدالرحمن الأهنومي
َسَنَظْفْرُ بِكُم.. بَيْنَ قَوْلِ القَاِئَد وإنْجَازِه
عبدالرحمن الأهنومي
حمدي دوبلة
الصهاينة .. وحشية مقززة وعنصرية لا مثيل لها!
حمدي دوبلة
وديع العبسي
أمريكا تقاتل بالترهيب
وديع العبسي
المزيد