د.سامي عطا
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
د.سامي عطا
هلوسات سياسي سفيه حول الأمن القومي
حفلة الجنون ومجون الشرق الأوسط المستحيل..!
المقاومة شرف ومقاومة المؤمن جهاد
اقتصاد السوق ومعضلاته
«الأونروا» ورقة ضغط وابتزاز
مقاومة الفعل ولتخسأ أبواق التثبيط والتشكيك
ماذا بعد زوال هيمنة أمريكا الأحادية؟
العِلمانيةُ وقيمُ حقوق الإنسان صهيونيةٌ بامتيَاز
النهضة وثقافة المقاومة..!
طوفان اليمن.. من الغزو الثقافي إلى التحول الجيوسياسي المرتقب.!

بحث

  
«طوفان الأقصى» وعبد يقترض أفوله!
بقلم/ د.سامي عطا
نشر منذ: 11 شهراً و 8 أيام
السبت 16 ديسمبر-كانون الأول 2023 11:54 م


معركة «طوفان الأقصى» ليست معركة تحرر وطني وحسب، إنما معركة فك التبعية عن الهيمنة الغربية على المنطقة، كما أعلنت مجرياتها عن نهاية الأيديولوجية الليبرالية وانكشاف زيفها.
معركة «طوفان الأقصى» أحدثت هزة وعصفاً ذهنياً لدى شعوب الأرض قاطبة، وتكوَّن رأي عام عالمي ناقد وغاضب على حكوماته. كما أظهرت أن اللوبي الصهيوني مسيطر على مفاصل السلطة في الكثير من الدول، وباتت حكومات هذه الدول بين كماشتين: كماشة إرضاء اللوبي الصهيوني، وكماشة النزول عند المطالب الشعبية الرافضة لجرائم الإبادة الإنسانية المرتكبة في غزة.
يقول أرسطو إن كل شيء في هذا الوجود يحكمه قانون التكوين والفساد، وما بينهما الفوضى. وإذا ما طبقنا هذا القانون على المجتمع الدولي، فإن نظام القطبين نشأ من بعد فوضى الحرب العالمية الثانية، وظل في مرحلة تكوين منذ اتفاقية يالطا العام 1945(*) حتى العام 1985، لحظة صعود جورباتشوف إلى سلطة الاتحاد السوفييتي وبداية مشروعه البروسترويكا (إعادة البناء) نتيجة أزمات داخلية كثيرة وفساد أخذ ينخر النظام، وشهدت السنوات الست فوضى عارمة عاشها هذا القطب العالمي، بدأ بانهيار جدار برلين في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989، وانتهى بتفكك هذا القطب الدولي في 31 كانون الأول/ ديسمبر 1991، وشهد خلالها إعادة توحيد ألمانيا وإعادة توحيد اليمن وانهيار نظام الفصل العنصري (الأبرتهايد) في جنوب أفريقيا وكثير من معضلات النظام القديم.
وعلى إثر ذلك الانهيار بدأ تكوين جديد للعالم يقوم على الأحادية القطبية الأمريكية، استمر حوالى ثلاثة عقود. و»طوفان الأقصى» وانهيار جدار الفصل العنصري في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي يشبه إلى حد ما انهيار جدار برلين في نهاية ثمانينيات القرن الماضي. والعالم اليوم يشهد فوضى وفقاً للتفسير الأرسطي الآنف الذكر سيفضي إلى انهيار هيمنة الأحادية القطبية وبداية تكوين جديد متعدد الأقطاب.
هناك تغييرات كبيرة تلوح في الأفق تفصح عنها ممانعة ورفض نظام الهيمنة القائم. وعندما تلوح مثل هذه التحولات الكبيرة في النظام العالمي تظهر وسط الطرف الخاسر فيها ممانعة ورفض من وسط الفوضى التي يعيشها. ألم يحدث في 2 آب/ أغسطس 1991 انقلاب فاشل على جورباتشوف من أساطين ذلك النظام؟! وما يحدث اليوم من تلاحم بين صهاينة الكيان الصهيوني وصهاينة البيت الأبيض حول معركة غزة، التي شهدت تنكراً للقيم الليبرالية، هو انقلاب أيضاً يحاول من خلاله اللوبي الصهيوني الحفاظ على نظامه غير العادل وبات يصطدم مع وعي جماهيره.
السؤال الذي يطرح نفسه: أين موقع الأنظمة العربية مما يحدث؟
واضح أن وقوف الأنظمة العربية المرتبطة بنظام الهيمنة الأمريكية الغربية مع الكيان الصهيوني ناتج عن خشيتها من سقوطه؛ لأنها أنظمة تابعة اقتصادياً وسياسياً، ولذا تعتقد أنها بهذا الفعل تمنع السقوط الحتمي. ولا تعلم هذه الأنظمة أن قوانين التاريخ الاجتماعي حتمية، وارتضت هذه الأنظمة أن تكون عبدة لسيد بات على مشارف الإفلاس. لدى هيجل فكرة أن العبد ليس لديه وعي خاص به، بل يقترضه من سيده. وما يعتمل داخل هذه الأنظمة التابعة من مشاريع تقدم نفسها بأنها مشاريع إصلاح داخلية، ليست إلّا مشاريع اقترضتها من سيدها الذي يشرف بريقه على الأفول.
(*) اتفاقية يالطا هي اتفاقية بين الاتحاد السوفييتي بزعامة ستالين وبريطانيا بزعامة تشرتشل والولايات المتحدة بزعامة روزفلت. وقعت هذه الاتفاقية في مدينة يالطا السوفييتية على سواحل البحر الأسود، تتويجا لمؤتمر يالطا الذي انعقد خلال الفترة 4 – 11 شباط/ فبراير 1945. وناقش المؤتمر كيفية تقسيم ألمانيا ومحاكمة أعضاء الحزب النازي وتقديمهم كمجرمي حرب. وقد رغبت بريطانيا والولايات المتحدة بتقسيم ألمانيا إلى أربع دول، ورأت فرنسا والاتحاد السوفييتي إلى ثلاث، وأيضاً تقسم مدينة برلين بالطريقة نفسها.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
علي عطروس
بين صنعاء والرياض.. راية فتح خيبر ونبوءة جولدا مائير
علي عطروس
محمد الفرح
سقوط الأقنعة..
محمد الفرح
هاشم أحمد شرف الدين
تظاهرةٌ من نوعٍ آخر..
هاشم أحمد شرف الدين
عبدالكريم محمد الوشلي
الأمم القاتلة.. الأمم المخادعة
عبدالكريم محمد الوشلي
منى المؤيد
يا قدس جند السيد قادمون
منى المؤيد
مجيب حفظ الله
عوامل النصر اليمني في باب المندب
مجيب حفظ الله
المزيد