تقرير- عادل بشر / لا ميديا -

لم يمض وقت طويل على خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الخميس المنصرم، والذي أكد فيه أن الحرب مع دول العدوان "الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني" لاتزال في بداياتها في ظل معركة النفس الطويل المساندة للشعب الفلسطيني، حتى تحول البحر الأحمر وخليج عدن إلى كتلة لهب ضد السفن والفرقاطات الأمريكية.

وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، صباح أمس السبت، تفاصيل المعركة الليلية مع العدو الأمريكي في البحر الأحمر وخليج عدن، مشيرة في بيان متلفز تلاه المتحدث باسمها العميد يحيى سريع، إلى أن القوات البحرية وسلاح الجو المسير نفذا عمليتين عسكريتين نوعيتين، الأولى استهدفت سفينة "PROPEL FORTUNE" الأميركية في خليج عدن بعددٍ من الصواريخ البحرية المناسبة، والثانية استهدفت عدداً من المدمرات الحربية الأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن، وذلك بـ37 طائرة مسيرة، وحققت العمليتان أهدافهما بنجاح.

وشدّد على أنّ العمليتين تأتيان انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، وضمن الردّ على العدوان الأميركي البريطاني على اليمن، مؤكّداً أنّ القوات المسلحة اليمنية مستمرةٌ في تنفيذ عملياتها العسكرية في البحرين الأحمر والعربي حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وحيّت القوات المسلحة أبناء الشعب اليمني على خروجِهم المليوني في العاصمةِ صنعاء، وفي المحافظاتِ والمديريات، تأكيداً للموقفِ الثابت الداعم للشعبِ الفلسطيني.

وكان العميد سريع أعلن عبر تغريدة له في منصة إكس مساء أمس الأول، عن بيان مهم للقوات المسلحة اليمنية في تمام الساعة العاشرة والنصف بتوقيت صنعاء، وقبيل الموعد المحدد للبيان، نشر العميد سريع تغريدة أخرى أفاد فيها بتأجيل موعد البيان العسكري حتى صباح أمس السبت، نظراً للتطورات العسكرية الطارئة في مسرح العمليات العسكرية.

وأقرت القيادة المركزية الأمريكية "CENTCOM" أمس، بتعرض سفينة تجارية ومدمرات حربية أمريكية لهجوم وصفته بأنه "واسع النطاق"، مشيرة إلى أن الهجوم وقع قبل فجر السبت، في البحر الأحمر وخليج عدن.

وزعمت "CENTCOM" أن السفن والطائرات التابعة للبحرية الأمريكية، إلى جانب العديد من سفن وطائرات البحرية التابعة للدول المتحالفة معها أسقطت 15 طائرة بدون طيار.

وفيما لم يشر بيان القوات المسلحة اليمنية الى استهدافها سفينة حربية فرنسية، ذكرت وكالة رويترز في تقرير لها، أمس، أن السفينة الحربية الفرنسية المتواجدة ضمن قوات الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر، اشتركت مع القوات الأمريكية في صد هجوم الطائرات المسيرة اليمنية على المدمرات الأمريكية.

كما أقرت هيئتان بحريتان بريطانيتان أنهما تلقتا تقريرين عن "حادث" على بعد نحو 50 ميلاً بحرياً جنوبي شرق عدن، مشيرة إلى حدوث انفجارات في المنطقة ذاتها.

ووصفت صحيفة التيلغراف البريطانية، الهجوم اليمني على سفينة الشحن "بروبل فورتشن" والمدمرات الأمريكية، بأنه "إحدى أكبر هجمات الحوثيين منذ بدء عملياتهم البحرية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تضامناً مع الفلسطينيين خلال الحرب التي تشنها إسرائيل ضدهم في قطاع غزة".

سلاح موجه بدقة

وفي وقت سابق اعترف قائد القيادة المركزية الأميركية، مايكل كوريلا، بأن الطائرات المسيّرة اليمنية من أكبر التهديدات لأنها سلاح غير مكلف وموجه بدقة، مشيراً إلى أنّ اليمن يصنع الكثير منها، ويمكن أن يصل مدى بعضها إلى أكثر من 2000 كيلومتر.

ورأى كوريلا أنّه لا يوجد حل عسكري خالص لجميع التهديدات المعقدة التي تواجهها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

يأتي هذا فيما أكدت مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية، أن ردع عمليات اليمن أصبح شبه مستحيل.

وذكرت المجلة في تقرير لها، أن السيد القائد عبدالملك الحوثي، "قد يكون الشخصية العامة الأكثر شعبية في الشرق الأوسط"، منذ أن بدأت القوات المسلحة اليمنية بمهاجمة السفن "الإسرائيلية" والمتوجهة إلى موانئ الاحتلال، دفاعاً عن غزّة والشعب الفلسطيني.

وقالت إنّ "الحوثي يشبّه، ويُعامل مثل تشي غيفارا العصر الحديث، وتمت مشاركة صوره وخطاباته على وسائل التواصل الاجتماعي عبر القارات الخمس".. مشيرة إلى أن عمليات القوات المسلحة اليمنية المساندة لفلسطين، جعلت أنصار الله، "أبطالاً بالنسبة للشباب العرب والمسلمين الذين يعتنقون القضية الفلسطينية باعتبارها قضيتهم، حتى إنّهم حققوا نجاحات بين التقدميين الغربيين"، وأنّ العدوان الأميركي البريطاني لم يثنِ القوات المسلحة اليمنية، عن عملياتها، وإمكانية ردع الهجمات اليمنية أصبح شبه مستحيل.

يُذكر أن القوات المسلحة اليمنية تواصل عملياتها في البحرين العربي والأحمر، نصرةً لقطاع غزة ودفاعاً عن سيادة اليمن، وتستهدف السفن الصهيونية وتلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال في فلسطين المحتلّة، إضافةً إلى السفن الأميركية والبريطانية عقب العدوان الذي تشنّه الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن.. وتؤكد صنعاء سلامة الملاحة في البحرين الأحمر والعربي لجميع الدول عدا السفن المشمولة بقرار الحظر حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن غزة.