دعت صنعاء، رسمياً، الشركات الملاحية الدولية المرتبطة بالكيان الإسرائيلي إلى وقف الإبحار في المحيط الهندي، بما يشمل رأس الرجاء الصالح، الذي تحوّلت كثير من الشركات إليه بعد إغلاق مضيق باب المندب في وجهها، معلنةً نيّتها استهداف كل السفن المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة أثناء عبورها بمحاذاة جنوب قارة إفريقيا. وأوضح مصدر عسكري مطّلع، في حديث إلى «الأخبار»، أن اقتصار الإعلان على منع السفن المتّجهة إلى موانئ الكيان يُعدّ مرحلة أولى ستليها مراحل أخرى تشمل منع السفن الأميركية والبريطانية من المرور هناك.وأكّد عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، علي القحوم، بدوره، لـ«الأخبار»، أنّ نقل صنعاء عملياتها من البحر الأحمر وخليج عدن، إلى البحر العربي والمحيط الهندي، يأتي في إطار المسار التصاعدي لمعركة «الفتح الموعود والجهاد المقدّس» التي أعلنتها الحركة، مطلع العام الجاري، مشيراً إلى أن القوات البحرية اليمنية تتّجه إلى فرض معادلة عسكرية جديدة خارج البحر الأحمر وخليج عدن، بعدما نجحت في تثبيت معادلة الحصار بالحصار في هذا المجال البحري الحيوي، وهذا ما يُعدّ بمنزلة إطباق كلّي على الكيان، في إطار مساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة. وأكد القحوم أنّ قوات بلاده ترجمت تهديد القيادة على أرض الواقع بتنفيذها عدداً من العمليات التي صدمت العدوّ في المحيط الهندي، وأن في جعبتها الكثير من المفاجآت التي ستُنفّذ في المدّة القادمة. والجدير ذكره، هنا، أن سواحل جزيرة سقطرى الجنوبية تطلّ على المحيط الهندي، ما يضمن لليمن حدوداً بحرية مع ذلك المحيط في عمق المنطقة المحاذية لجنوب إفريقيا، حيث أقرب نقطة تمرّ عبرها السفن بمحاذاة رأس الرجاء الصالح.
وفي التطورات اليومية، أمس، أعلن الناطق باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أن القوات البحرية نفّذت عملية استهداف لسفينة «pacific 01» الإسرائيلية في البحر الأحمر بعدد من الصواريخِ البحرية المناسبة، فيما نفّذ سلاح الجو المسيّر عملية استهداف لمدمّرة أميركية في البحر الأحمر بعدد من الطائرات المسيّرة، مضيفاً أنه «تنفيذاً لتوجيهات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بدأت القوات المسلحة اليمنية توسيعِ نطاق عملياتها العسكرية ضد السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة لتشمل المحيط الهندي وطريق رأس الرجاء الصالح».
وأفادت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية» أن سفينة تجارية تعرّضت لأضرار جراء إصابتها بصاروخ قبالة سواحل اليمن غرب مدينة الحديدة، مضيفة أن «السفينة أبلغت عن إصابتها بصاروخ»، ومشيرة إلى أن طاقمها بخير، وأنها تواصِل الإبحار نحو مقصدها. وكانت القوات اليمنية قد أجبرت سفينة شحن بريطانية على تغيير مسارها في خليج عدن، مساء أول من أمس. وقالت مصادر ملاحية، لـ«الأخبار»، إن السفينة استجابت لعملية تحذيرية، علماً أنها هي نفسها التي أعلنت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية» تعرّضها لهجوم على بعد 50 ميلاً بحرياً جنوبيّ شرقيّ عدن، من دون أن تتحدّث عن امتثالها للتحذيرات النارية وتغييرها مسارها.
أقيمت مناورات عسكرية ردّاً على زيارة غير معلنة للسفير الأميركي إلى مأرب
وجاءت عمليات الاستهدف تلك في أعقاب قيام الطيران الأميركي والبريطاني بشنّ سلسلة غارات على المناطق الساحلية في محافظتَي الحديدة وحجّة، بلغت 13 غارة بين ليل أول من أمس، وفجر أمس.
من جهتها، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، في بيان فجر أمس، أنّ قوات صنعاء أطلقت صاروخين باليستيين مضادّين للسفن نحو خليج عدن، وصاروخَي كروز نحو البحر الأحمر، فيما لم يتمّ الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار في السفن الأميركية أو أي سفن أخرى عاملة ضمن تحالف «حارس الازدهار». كما أكدت أنها اشتبكت مع تسعة صواريخ مضادة للسفن وطائرتين من دون طيار في مناطق سيطرة «أنصار الله»، وزعمت أنها دمّرتها جميعاً.
وكانت قوات صنعاء قد نفّذت 12 عملية بحرية ضد سفن تجارية وعسكرية معادية في البحر الأحمر وخليج عدن، منذ السبت الماضي وحتى فجر أمس، استخدمت فيها 58 صاروخاً بحرياً ومسيّرة، ليرتفع إجمالي السفن المستهدفة منذ منتصف تشرين الثاني الماضي في تلك المنطقة، إلى 73 سفينة إسرائيلية وأميركية وبريطانية.
من ناحية ثانية، ردّت وزارة الدفاع في صنعاء على التحركات الأميركية والبريطانية لتفجير الأوضاع في الجبهات الداخلية، بمناورات عسكرية جرت خلال الأسبوع، آخرها مناورة «اليوم الموعود» التي نفّذتها قيادة المنطقة العسكرية المركزية التي يقودها اللواء عبد الخالق الحوثي، شقيق قائد «أنصار الله». وقالت مصادر عسكرية، لـ«الأخبار»، إن المناورة التي نُفّذت في محافظة مأرب بحضور قيادات عسكرية رفيعة، ومشاركة ألف مقاتل، والطيران الحربي وقوات متعدّدة المهمات، جاءت رداً على تحرّكات يقوم بها السفير الأميركي لدى حكومة عدن، ستيفن فاجن، وأخرى بريطانية إزاء الفصائل الموالية للإمارات لتفجير الأوضاع في أكثر من جبهة.
وفي تعليقه على المناورة التي حاكت التصدي لقوات معادية، اعتبرها عضو «المجلس السياسي الأعلى»، محمد علي الحوثي، رسالة نارية رداً على أخرى سياسية وجّهها فاجن قبل أيام، عبر زيارة غير معلنة قام بها إلى محافظة مأرب للترتيب لتصعيد عسكري محتمل. وأكد الحوثي، في منشور على «إكس»، أن قوات بلاده في جهوزية عالية لمواجهة الأميركي والبريطاني، مضيفاً أن صنعاء أعدّت العدّة لمواجهة مصيرية مع الأميركي أو «مع أدواته من الميليشيات».
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية