علي الدرواني
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
علي الدرواني
دول الطوق ولعنة الجغرافيا والرد المرتقب لجبهة الإسناد
دماء الشهداء توحِّد الأمة وتسقط أوهام المستكبرين
العدوان “الإسرائيلي” على الحديدة.. لا ترميم للردع
بعد عدة تحذيرات للرياض.. "يافا" تقصف "تل أبيب"
رهان الرياض على واشنطن.. انتهاء الوهم
عن الفرط صوتي والثغرات القاتلة في حاملات الطائرات الأمريكية
خلية التجسس الأمريكية تعيد تعريف الدبلوماسية والتنمية والتطوير
“ايزنهاور”.. هل يمكن أن تغرق؟
الفشل الأميركي في البحر الأحمر وخيارات توريط السعودية
اليمن يصل إلى المتوسط.. وبعض العرب يغطّون في المنامة

بحث

  
التنسيق المشترك بين اليمن والعراق يثمر قلقًا أميركيًّا
بقلم/ علي الدرواني
نشر منذ: 6 أشهر و 3 أيام
السبت 08 يونيو-حزيران 2024 09:47 م


لم يمض أسبوع على إعلان السيد عبد الملك الحوثي في خطابه الأسبوعي الخميس قبل الماضي، عن بدء التنسيق بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة العراقية، لتنفيذ عمليات مشتركة ضدّ العدوّ “الإسرائيلي”، حتّى كانت باكورة العمليات المشتركة التي أعلنتها القوات المسلحة اليمنية باستهداف سفن حربية “إسرائيلية” كانت تنقل عتادًا عسكريًّا في ميناء حيفا.

ميناء حيفا هو أحد أكبر ثلاثة موانئ في الكيان الصهوني على شواطئ فلسطين المحتلة، إلى جانب “إيلات”، و”أشدود”، “إيلات” الذي بات مغلقًا، ولا تعيش فيه إلا الغربان والقطط، بفضل الحظر اليمني على وصول السفن إليه من البحر الأحمر، و”أشدود” الذي بات محطة شبه يومية وعلى الأقل أسبوعية للطيران المسيّر العراقي.

لم يعد الحديث عن القدرات العسكرية لاستهداف حيفا أو “إيلات” أو “أشدود”، محلًّا للبحث والأخذ والرد، لكن الجديد، هو معرفة القوات المسلحة اليمنية والمقاومة العراقية، بوجود سفينتين تحملان عتادًا حربيًّا، وهو تطوّر مهم، يعكس دقة في المعلومات عن القعطع الحربية في الزمان والمكان، والحصول على المعلومة الدقيقة في العلم العسكري، يمثل نسبة عالية من شروط نجاح العملية العسكرية.

العملية المشتركة حملت الكثير من الدلالات، لا سيما أنها تأتي في أيام الذكرى السنوية للنكبة، وانهزام ثلاثة جيوش عربية كانت تنسق في مواجهة العدوان “الإسرائيلي”، ومعها ستة جيوش أخرى، لكنّها منيت بهزيمة كبيرة بسيطرة العدوّ “الإسرائيلي” على نطاق واسع يتجاوز 70 كم مربعًا.

كانت هذه الذكرى مدخلًا للسيد عبد الملك الحوثي الذي ذهب للمقارنة بين حرب الأيام الستة، ونتائجها، وفارق الإمكانات بين الطرفين حينها، وبين الحرب الوحشية التي تنفذها “إسرائيل” ضدّ أبناء غزّة، بدعم غربي أميركي، التي أنهت إلى اليوم ثمانية أشهر، ودخلت شهرها التاسع، والتي علق عليها بالقول: “عندما نقارن بين ما حصل آنذاك خلال ستة أيام، وما يحصل الآن على مدى ثمانية أشهر في قطاع غزّة، ونرى أن العدوّ الصهيوني لم يستطع تحقيق أي انتصار فعلي في قطاع غزّة خلال ثمانية أشهر، على المقاومة الفلسطينية في غزّة، في نطاق جغرافي محدود، ومحاصر أيضًا، هذا يبيّن بالرغم من الفرق الكبير، يعني بين ما حصل في حرب الستة أيام، التي سيطر فيها العدوّ آنذاك على قطاع غزّة في ساعات محدودة، وحسم المعركة فيها في ساعات محدودة، بينما هو الآن على مدى ثمانية أشهر في حالة تخبط تام وفضيحة مخزية، وحالة اليأس”.

نعم، في الـ67 لم تكن قوة الجيش “الإسرائيلي” تساوي عُشر قوته اليوم، في المقابل ليست المقاومة التي تواجه العدوان على غزّة، بوضع تقارن فيه ولا حتّى بعُشر قوة الجيوش العربية التي شاركت حينها، وهذا حسب السيد الحوثي: “فيه دروس مهمة، دروس مهمّة للشعوب العربية، وللأنظمة إن كانت تريد أن تستفيد، وأن تراجع تلك الأحداث لتأخذ منها الدروس والعبر”.

بناء على ذلك، فإن العملية المشتركة اليمنية العراقية، ستفتح بابًا واسعًا في إعادة القراءة، وأخذ الدورس والعبر، من النكسات والخيبات، التي توالت على العرب، ليس لضعفهم، وإنما لتفرقهم، وعدم ثقتهم بقدراتهم، وغضهم الطرف عن الإيمان بالله، والتوكل عليه، في مواجهة العدوّ “الإسرائيلي” والغربي وعلى رأسه الأميركي.

فقدان هذا الايمان، حوّل اللاءات الثلاث بدلًا من أن تكون بوجه “إسرائيل”، العدوّ التاريخي للأمة، إلى أن تصبح لاءات في وجه المقاومة، لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض، أصبحت لا صلح مع المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن، لا تفاوض عربيًّا من أجل إنقاذ الشعب الفلسطيني، لا اعتراف بحق الشعب الفلسطيني بالدفاع عن نفسه.

العملية المشتركة إذًا، تعيد صيغة العمل العربي المشترك في إطاره الطبيعي، وتؤكد على أن الشعوب عندما تتحدث، عندما تقرر، فإن لها صوتًا مسموعًا، يتجاوز الحدود، ويحطم جدران الكتم، ويمزق غشاوات التخاذل، ويضع القدرات العربية في مكانها الصحيح، إلى جانب المظلومية الواضحة في غزّة.

وقد أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن قلقها، الذي وصفه المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي، بالقلق الكبير، إزاء أي تنسيق بين اليمن والمقاومة العراقية وأي تعاون بينهم، مشيرًا في ذات الوقت انه ((ينبغي الحد منه)).

نعم، على الولايات المتحدة أن تقلق، فهناك معادلات جديدة للمواجهة، تمحو زمن الخيبات والنكسات والنكبات، وستكون منعطفًا مهمًّا، يضاف إلى المنعطفات التاريخية التي صنعتها المقاومة بدءًا بانتصار 2000 في لبنان، وانتصار تموز 2006، وقبلهما تحرير غزّة، وبعدها معارك سيف القدس ووحدة الساحات وغيرها.

المرحلة الحالية من عمل محور المقاومة، والتعاون المشترك، سيأخذان في التطور بالتأكيد، وهناك انسجام تام بين أطراف العمل المشترك، وتكامل في الجبهات، لا يقوى عليه العدوّ “الإسرائيلي”، ولن تنفعه حاملات الطائرات الموجودة في المنطقة، التي انسحبت بعيدًا عن الشواطئ اليمنية، بعد استهدافها الأسبوع الماضي، من قبَل القوات المسلحة اليمنية.

هذه المرحلة عنوانها اللاءات الثلاث: لا نكبات، ولا نكسات، ولا خيبات، فالميدان اليوم، لجيوش الايمان والتوكل، والتعاون والتظافر، والتكامل، جيوش الإرادة، إرادة الانتصار والعزة والكرامة.

*نقلا عن : موقع أنصار الله

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
د.شعفل علي عمير
سلسلةُ المؤامرة وحلقاتُها القذرة
د.شعفل علي عمير
وديع العبسي
إسرائيل لم تعد تنام!
وديع العبسي
رشيد الحداد
ابتزاز سياسي
رشيد الحداد
عمر القاضي
قرار فشنج
عمر القاضي
إيهاب شوقي
المرحلة النهائية للصراع مع الصهاينة ومنظومة الاستعمار
إيهاب شوقي
مجاهد الصريمي
آليات لصناعة الوعي
مجاهد الصريمي
المزيد