عبدالحافظ معجب
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالحافظ معجب
قراءة في الحرب النفسية للعدو «الإسرائيلي»
الشعب وحكومة التغيير والبناء..ما بين التثبيط والتربص والنقد
تحديات وفرص أمام حكومة التغيير والبناء
الحرب مع كيان العدو لم تبدأ بعد
من اليمن إلى لبنان فالعراق .. جبهات إسناد غزة تنهك العدو وتربك قواه
دولة الأنصار والتصرفات الفردية
اليمن بندقية فلسطينية
اليمن يدشن معركة عالمية لكسر الحصار على غزة
شيطنة إيران والمقاومة مستمرة
أكذوبة الحضارة الغربية بين الاستمرار والسقوط

بحث

  
تعز.. وسقطت ورقة الحصار
بقلم/ عبدالحافظ معجب
نشر منذ: 5 أشهر و 6 أيام
السبت 15 يونيو-حزيران 2024 10:16 م


وأخيراً سقط قميص عثمان ومسمار جحا الذي استثمره تحالف العدوان بكذبة الحصار المزعوم على تعز، وهي أطول كذبة جرى تداولها على مدى تسعة أعوام، على الرغم من إمداد طيران تحالف العدوان لأدواته بكميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والذخيرة عبر المظلات خلال سنوات الاشتباكات، إلا أن سردية الحصار بقيت حاضرة وبقوة في كل المحافل الدولية والتصريحات الحقوقية والسياسية. عشرات الوقفات الاحتجاجية والندوات والفعاليات أقيمت بتمويل من التحالف في مجلس حقوق الإنسان بجنيف تطالب بسرعة إنهاء الحصار المزعوم، وواشنطن تدين عبر خارجيتها وسفرائها الحصار. أما لندن، وعبر سفيرها لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم، فأكدت على مواصلة العمل مع الأمم المتحدة من أجل فتح طرق محافظة تعز، مشددةً على أن "حصار تعز لم يعد مقبولاً". وكان الاتحاد الاوروبي يدعو في بياناته إلى سرعة بدء المفاوضات لإعادة فتح الطرق، لاسيما إلى ‎تعز، التي "يحاصرها الحوثيون" بحسب زعمه.
استثمر العدو هذه الأكذوبة حتى صدقها هو ومن يعمل معه. وذهبت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في تقرير للباحثة نيكو جافارنيا، إلى الخلط بين الحصار "الاسرائيلي" على غزة، وبين أكذوبة حصار تعز، وطالبت من سمّتها "مليشيا الحوثي" برفع الحصار عن تعز، لإثبات صدق موقفها من الحصار "الإسرائيلي" على قطاع غزة الفلسطيني، متهمة صنعاء بمنع وصول المياه إلى المدنيين في تعز. وطالبت منظمة "رايتس رادار" الدولية لحقوق الإنسان، صنعاء برفع الحصار الذي تفرضه على مدينة تعز. وذكرت المنظمة التي تتخذ في مدينة "أمستردام" الهولندية مقرا لها، أن الحصار الذي يتعرض له المدنيون في تعز يتنافى مع كافة القوانين والتشريعات والأعراف، ويتنافى مع قوانين الحرب والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
من جهته قال "المرصد الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان، إنّ نحو ثلاثة ملايين يمني في تعز يعانون من نقص حاد في الاحتياجات الإنسانية الأساسية مثل الغذاء والماء والصحة، إلى جانب المخاطر التي يواجهونها بسبب عمليات القصف والاشتباكات المتكررة، والصعوبات البالغة أثناء التنقّل بين أحياء المدينة، ودعا المرصد صنعاء إلى فتح جميع الطرق والمعابر في مدينة تعز، وإنهاء الحصار غير القانوني الذي تفرضه على المدينة منذ أكثر من ثماني سنوات. أما منظمة الصحة العالمية فدعت إلى رفع الحصار الفوري عن مدينة تعز لإيصال المستلزمات الصحية المنقذة للحياة. عنوان منشور على موقع المنظمة يجعلك تشعر بأن ثمة حصارا حقيقيا من طرف واحد يهدد أرواح الأبرياء بالموت جراء عدم وصول الدواء والاحتياجات الصحية!
كثيرة هي التصريحات الصحفية التي كانت تستغل كل "شاردة وواردة" لتكرار الأكذوبة، حتى حفظها الناس وأعادوا ترديدها، كما قال جوزيف غوبلز، ذات يوم: "اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس". ولكن المستغرب أنه مقابل عدد المرات التي كان يندد فيها تحالف العدوان ومؤسساته وإعلامه بالحصار المزعوم، كانت التصريحات الصحفية والإعلامية القادمة من أدواته على الأرض تعلن ما تسميه تحريرها لمدينة تعز منذ العام 2016، وكل مرة بصيغة مختلفة وقيادة عسكرية مختلفة.
أمام الضخ الكبير للدعايات والتضليل الإعلامي في ملف تعز عمل محافظو المحافظة المعينون من صنعاء جميعاً وبدون استثناء على التخفيف من معاناة سكان المحافظة كافة، وبذلوا جهوداً لا يستهان بها في سبيل محاولات تطبيع الأوضاع وفتح الطرقات، وفي كل مرة كانوا يصطدمون بتعنت الطرف الآخر. وفي إطار المحاولات المتكررة لصنعاء في سبيل إنهاء معاناة أبناء تعز، أعلن الرئيس المشير مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، تقديم مبادرة تنهي كل الجبهات العسكرية من جميع الأطراف بالمحافظة، بما يسهم في استقرار المحافظة وتجنيبها الصراع، وتدار تعز بإدارة مشتركة من قبل الجميع. ولكن الطرف الآخر لم يلتقط المبادرة، واستمر في تعطيل كل الجهود الميدانية والتي كان آخرها تنفيذ الفريق سلطان السامعي، عضو المجلس السياسي الأعلى، ومحافظ تعز، الشيخ صلاح بجاش، مبادرة المجلس السياسي الأعلى بفتح طريق آمن كممر إنساني إلى مدينة تعز من طرف واحد، والمتمثل في طريق الستين - الخمسين وصولاً إلى مدينة النور، وأعلن حينها الفريق السامعي استعداد صنعاء لفتح طرق أخرى بعد أن يستمر هذا الطريق ومعرفة جدية الطرف الآخر. وللأسف حاول المدنيون الدخول عبر الطريق إلى تعز، لكن ميليشيات الطرف الآخر منعتهم، وأطلقت النار عليهم.
خلال تولي الأستاذ عبده الجندي منصب محافظ محافظة تعز زار وفد أممي المحافظة، برئاسة الممثل المقيم للأمم المتحدة في اليمن، جيمي ماك، ومشاركة ممثلين عن منظمات الأمم المتحدة المختلفة، وتحدث رئيس الوفد في مؤتمر صحفي عقده أمام عدد من وسائل الإعلام أن المعاناة التي يعيشها أبناء تعز هي إنسانية ناتجة عن الحرب الدائرة، وأن مهمة الوفد الأممي الزائر هي استطلاع الوضع الإنساني واحتياجات المتضررين من الحروب، نافيا بشكل ضمني وجود حصار على تعز، معتبرا أن الحرب هي التي تعوق وصول المواد الإغاثية. ولم يقف ماك عند هذا الحد من كشف أكذوبة الحصار، بل وثمن دور المحافظ الجندي والسلطة المحلية في إيصال المعونات الإغاثية لأبناء المحافظة في الجانب الآخر، وفي تسهيل زيارة وفد الأمم المتحدة.
تدرك الأمم المتحدة الحقيقة، وتدركها أيضاً واشنطن ولندن وأبوظبي والرياض، والشعب اليمني الموجود على الأرض يعرف أن من يحاصر تعز ليس حكومة الإنقاذ ولا أنصار الله، وأن من يخنق تعز هو من يقطع طريق الحديدة - تعز بعد أن دمر الطرق والجسور وحولها إلى جبهات مشتعلة، وهو الذي حول المخا إلى ثكنة عسكرية، وهو الذي قطع خط كرش - عدن الذي يربط تعز بالعاصمة الاقتصادية عدن، وبعد مبادرة صنعاء بفتح الطريق عبر منفذ تعز الشرقي بشكل رسمي، سقطت ورقة الحصار إلى الأبد، لأن المبادرة وتحركات محافظ المحافظة، القاضي أحمد المساوى، واللجنة العسكرية لفتح الطرقات لم تكن كافية لفتح الطريق الذي استمر مغلقاً لقرابة الأسبوع، حتى استجاب الطرف الآخر لفتح الطريق من جانبه، وإزالة السواتر الترابية والحواجز والثكنات العسكرية، وهذا كشف زيف أكذوبة الحصار، لأن الطريق كان مغلقاً من الجانبين، ولم يكن هناك طريق مفتوح يمنع الوصول إليه طرف واحد كما روج تحالف العدوان وأبواقه وأدواته طوال الأعوام التسعة.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
إيهاب شوقي
هل يرتكب العدوّ حماقة توسعة الحرب مع لبنان؟
إيهاب شوقي
حسن نافعة
آفاق الحرب والمفاوضات في ضوء مجزرة النصيرات
حسن نافعة
حسني محلي
روسيا وتركيا.. بين التكتيك والاستراتيجية
حسني محلي
محمد محسن الجوهري
مشروع "الاَّ-مشروع" والمعارضة من أجل المعارضة
محمد محسن الجوهري
رشيد الحداد
من الاستهداف إلى الإغراق: هجمات صنعاء البحرية ترتقي نوعياً
رشيد الحداد
طه العامري
فتح الطرقات موقف يجسد قيمنا..
طه العامري
المزيد